[ ص: 518 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة المدثر
القول في جميعها
يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا سأرهقه صعودا إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر سأصليه سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله . من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر كلا والقمر والليل إذ أدبر والصبح إذا أسفر إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين فما تنفعهم شفاعة الشافعين فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة كلا بل لا يخافون الآخرة كلا إنه تذكرة فمن شاء ذكره وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة
[ ص: 519 ] [الأحكام والنسخ] :
ليس فيها ما يتعلق بأحكام ولا نسخ سوى قوله تعالى : وثيابك فطهر ؛ فإن بعض العلماء استدل به على ، قال وجوب طهارة الثوب ، ابن سيرين : المعنى : لا تصل إلا في ثوب طاهر ، واحتج بها وابن زيد على وجوب طهارة الثوب ، وليست طهارة الثوب عند الشافعي وأهل المدينة بفرض ، وكذلك مالك ، ويدل على ذلك الإجماع على جواز طهارة البدن . الصلاة بالاستجمار من غير غسل
وقد قال ، ابن عباس ، وغيرهما في قوله : والنخعي وثيابك فطهر : إن معناه : ونفسك فطهر من الإثم ، قال : كما يقولون : (هو نقي الثوب) ، وعن ابن عباس أيضا : أن المعنى : لا تلبس ثيابك من غير مكسب طيب . ابن عباس
: المعنى : لا تلبس ثيابك على كذب ، ولا جور ، ولا غدر ، ولا إثم . ابن عيينة
أبو رزين : المعنى : وعملك فأصلحه .
مجاهد : المعنى : ونفسك فأصلح .
وقيل : المعنى : وقلبك فطهر .
والرجز فاهجر : قال ، مجاهد : يعني : الأوثان ، النخعي : يعني : الإثم ، قتادة : {الرجز} : إساف ونائلة ، صنمان كانا عند البيت ، وقيل : {الرجز} : العذاب ، على تقدير حذف المضاف؛ المعنى : وعمل الرجز فاهجر؛ أي : العمل [ ص: 520 ] المؤدي إلى العذاب . وعكرمة
وقوله : ولا تمنن تستكثر : قال : المعنى : لا تمنن على ربك؛ بأن تستكثر عملك الصالح . الحسن
مجاهد وغيره : لا تعط عطاء؛ لتأخذ أكثر منه .
قال الضحاك : وهذا مخصوص للنبي عليه الصلاة والسلام .
وعن أيضا : لا تضعف أن تستكثر من الخير؛ من قولهم : (حبل منين) . مجاهد
: المعنى : لا تمنن بالقرآن والنبوة ، فتستكثر به؛ أي : تأخذ به من الدنيا . ابن زيد
وقوله : ولربك فاصبر : قال النخعي : معناه : إذا عملت عملا؛ فاصبر حتى تثاب عليه ، وعنه أيضا : اصبر على عطيتك ، لا تعطها؛ لتأخذ أكثر منها .
: اصبر على ما أوذيت؛ يعني : ما لقيه من قومه ، ومن اليهود . مجاهد