الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: فاعلموا أن الله مولاكم أي: وليكم وناصركم، و (المولى): يكون المالك، ويكون الناصر، ويكون الحليف، ويكون ابن العم، ويكون المملوك.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: يوم الفرقان يعني: يوم بدر.

                                                                                                                                                                                                                                      يوم التقى الجمعان : جمع المؤمنين والكفار.

                                                                                                                                                                                                                                      إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى يعني: عدوتي الوادي الذي نزل عليه المسلمون والمشركون، فـ {الدنيا}: كانت مما يلي المدينة، و {القصوى}: مما يلي مكة، و (العدوة): شفير الوادي.

                                                                                                                                                                                                                                      والركب أسفل منكم يعني: ركب أبي سفيان، وكان -فيما روي- إلى [ ص: 187 ] ناحية ساحل البحر، ولا يقال: (الركب) إلا للذين على الإبل.

                                                                                                                                                                                                                                      ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد أي: لو تواعدتم على الاجتماع من غير أن يوفقه الله تعالى؛ لاختلفتم بالعوائق المعترضة.

                                                                                                                                                                                                                                      ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا أي: ليظهر دينه.

                                                                                                                                                                                                                                      ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة يعني: بـ (البينة): إقامة الحجة والبرهان.

                                                                                                                                                                                                                                      إذ يريكهم الله في منامك قليلا قيل: المعنى: اذكر إذ يريكهم الله.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: لسميع ما يقولونه إذ يريكهم، عليم بما في نفوسكم.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد : رآهم النبي صلى الله عليه وسلم في منامه قليلا، فقص ذلك على أصحابه، فثبتهم الله بذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن : المعنى: إذ يريكهم الله بعينك التي تنام بها؛ فالمعنى على هذا: في موضع منامك.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 188 ] ومعنى {لفشلتم}: لجبنتم، ولتنازعتم في الأمر أي: اختلفتم.

                                                                                                                                                                                                                                      ولكن الله سلم أي: سلم المؤمنين من الفشل، عن ابن عباس ، وقيل: سلم للمؤمنين أمرهم حتى أظهره.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم : هذا في اليقظة، وقد تقدم القول فيه في [آل عمران: 13].

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن مسعود : قلت لإنسان كان بجانبي يوم بدر: أتراهم سبعين؟ فقال: هم نحو المئة.

                                                                                                                                                                                                                                      ليقضي الله أمرا كان مفعولا : تكرر هذا؛ لأن المعنى في الأول: ليقضي الله أمرا كان مفعولا من اللقاء، والثاني: ليقضي الله أمرا كان مفعولا من قتل المشركين، وإعزاز الدين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية