الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 547 ] الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      من ضم الراء من قوله: روح الله ؛ فالمعنى: من الروح التي خلقها الله تعالى؛ يعني: روح يوسف، ومن فتحها فالمعنى: من رحمة الله، وهو أشبه؛ لقوله: إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: {إنك لأنت يوسف} على الخبر؛ جاز أن يكون معناه الاستفهام، وجاء بلفظ الخبر، وجاز أن يكون خبرا؛ كأنهم لما قال لهم: هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون عرفوه، فقالوا له: إنك لأنت يوسف.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إنه من يتق ويصبر : من أثبت الياء؛ احتمل أن يكون جعل {من} بمعنى: (الذي)، وجزم {ويصبر} حملا على المعنى؛ لأن {من} وإن كانت بمعنى: (الذي) ؛ ففيها معنى الشرط؛ كما قال: فأصدق وأكن من الصالحين [المنافقون:10]، فجزم على الحمل على موضع {فأصدق}، ويجوز أن يكون حذف ضمة {ويصبر} استخفافا، كما حذفها أبو عمرو في {يأمركم} [البقرة:67]، وبابه.

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن تكون {من} للشرط، وأشبعت كسرة القاف، فتولدت منها الياء، أو يكون جعل علامة الجزم حذف حركة الياء؛ كالصحيح؛ كما قال: [من الوافر]

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 548 ]

                                                                                                                                                                                                                                      ألم يأتيك والأنباء تنمي بما لاقت لبون بني زياد

                                                                                                                                                                                                                                      وقراءة الجماعة ظاهرة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لا تثريب عليكم اليوم : {اليوم}: ظرف، وهو خبر لـ(التثريب)، و (على): متعلقة بمضمر هو صفة لـ {تثريب} ؛ والتقدير: لا تثريب ثابت عليكم، فـ (ثابت) المحذوف هو العامل في {اليوم}.

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن يكون {عليكم} خبرا عن {تثريب}، و {اليوم}: منصوب بالمحذوف الذي تعلقت به (على).

                                                                                                                                                                                                                                      و يغفر الله لكم : مستأنف.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فاطر السماوات والأرض : انتصب على النعت للنداء، وهو {رب}، ويجوز أن يكون نداء ثانيا.

                                                                                                                                                                                                                                      ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك : يجوز أن يكون [{ذلك} بمعنى: (الذي)، و {نوحيه}: الخبر، وموضعه رفع بالابتداء؛ والتقدير: الذي من أنباء الغيب نوحيه إليك.

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن يكون] {ذلك} ابتداء، وليس بمعنى: (الذي)، والخبر: من أنباء الغيب [ ص: 549 ] ، ويكون نوحيه إليك خبرا ثانيا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وكأين من آية في السماوات والأرض : من رفع {والأرض} ؛ فعلى الابتداء، ومن نصب؛ فبإضمار فعل، والوقف في هاتين القراءتين على {السماوات}.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني : {أنا}: يجوز أن تكون تأكيدا للمضمر في {أدعو}، ويجوز أن يكون أنا ومن اتبعني : ابتداء، والخبر: على بصيرة .

                                                                                                                                                                                                                                      والقراءات المذكورة في {فننجي} ظاهرة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولكن تصديق الذي بين يديه : النصب على معنى: ولكن كان تصديق الذي بين يديه، والرفع على معنى: ولكن هو تصديق الذي بين يديه.

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مكية، وعددها: مئة آية، وإحدى عشرة آية، بغير اختلاف.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية