الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 356 ] التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: قل أرأيتم ما أنـزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا : قال مجاهد: يعني: البحائر والسوائب.

                                                                                                                                                                                                                                      الضحاك: يعني: ما ذكره في قوله: وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا [الأنعام: 136].

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة : [أي: وما ظنهم أن الله تعالى يفعل بهم يوم القيامة؟].

                                                                                                                                                                                                                                      إن الله لذو فضل على الناس أي: بتركه معاجلتهم بالعقوبة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: وما تكون في شأن يعني: من عبادة أو غيرها، وما تتلو منه من قرآن يعني: من الشأن؛ أي: من أجل ذلك الشأن، كأنه قال: يتلى القرآن في شأن يحدث؛ ليعلم كيف حكمه، أو ينزل فيه قرآن، فيتلى.

                                                                                                                                                                                                                                      الطبري: وما تتلو منه : أي: من كتاب الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه يعني: أنه شاهد لأعمال خلقه إذ يعملونها، ومعنى تفيضون فيه : تأخذون فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      الضحاك: المعنى: إذ تشيعون في القرآن الكذب، وقيل: المعنى: إذ تنتشرون فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 357 ] وقوله تعالى: وما يعزب عن ربك أي: وما يغيب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إلا في كتاب مبين يعني: اللوح المحفوظ.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة : قال ابن عباس: هو قوله تعالى: وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا [الأحزاب: 47].

                                                                                                                                                                                                                                      قتادة، والزهري، والضحاك: هي بشرى عند الموت في الدنيا.

                                                                                                                                                                                                                                      عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم: " البشرى في الحياة الدنيا : الرؤيا الصالحة، يراها الرجل الصالح، أو ترى له، وفي الآخرة : الجنة".

                                                                                                                                                                                                                                      لا تبديل لكلمات الله أي: لا يكون ما أخبر عنه إلا كما أخبر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: ولا يحزنك قولهم : هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، وظاهر النهي للقول، وهو في المعنى له صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                                      إن العزة لله جميعا أي: المنعة والغلبة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء : يجوز أن يكون معناه النفي، ويجوز أن يكون المعنى: أي شيء يتبعون؟ توبيخا لهم.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى {يخرصون} : يحدسون ويحزرون.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: والنهار مبصرا أي: مبصر فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إن عندكم من سلطان بهذا أي: حجة.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 358 ] وقوله تعالى: متاع في الدنيا أي: الذي هم فيه متاع في الدنيا، والوقف على لا يفلحون تام.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فأجمعوا أمركم وشركاءكم أي: أجمعوا أمركم مع شركائكم، قاله الزجاج.

                                                                                                                                                                                                                                      المبرد: هو محمول على المعنى؛ لأن معنى {فأجمعوا} و (اجمعوا) سواء.

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء: المعنى: وادعوا شركاءكم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقراءة الرفع مذكورة في الإعراب.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم لا يكن أمركم عليكم غمة : معنى {غمة} و (غم) سواء، ومعناه: التغطية؛ والمعنى: ليكن أمركم ظاهرا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: ثم اقضوا إلي ولا تنظرون : قال ابن عباس: المعنى: ثم أمضوا إلي، ولا تأخرون، وقيل: المعنى: ثم افعلوا ما بدا لكم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا : قيل: إن هذا من قول موسى عليه السلام منكرا على فرعون وملئه، وفي الكلام حذف؛ والتقدير: أتقولون للحق لما جاءكم: سحر هذا؟ أسحر هذا؟ فحذف قولهم لما دل عليه إنكار موسى.

                                                                                                                                                                                                                                      الأخفش: هو من قولهم، ودخلت الألف حكاية لقولهم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 359 ] وقوله تعالى: قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا أي: لتلوينا، يقال: (لفته يلفته لفتا) ؛ إذا لواه وصرفه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وتكون لكما الكبرياء في الأرض : قال مجاهد: يعني: الملك، وسمي الملك الكبرياء؛ لأنه أكبر ما ينال في الدنيا.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى بكل ساحر عليم : عليم بالسحر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه : قال مجاهد: أي: لم يؤمن منهم أحد، وإنما آمن أولادهم، وهذا اختيار الطبري.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس: معنى ذرية من قومه : من قوم فرعون؛ منهم: مؤمن آل فرعون، وخازن فرعون، وامرأته، وامرأة خازنه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: قيل لهم: {ذرية} ؛ لأن آباءهم قبط، وأمهاتهم من بني إسرائيل، كما قيل لمن سقط من فارس إلى اليمن: الأبناء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم : قال الأخفش: الضمير في {وملئهم} يعود على (الذرية) ، وهو اختيار الطبري، ووحد {يفتنهم} على الإخبار عن فرعون، وقيل: المعنى: وملأ فرعون، فأخبر عنه بالجمع؛ كما يخبر الرجل المطاع عن نفسه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: على خوف من آل فرعون.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 360 ] وقوله تعالى: ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين : قال مجاهد: المعنى: لا تهلكنا بأيدي أعدائنا، ولا تعذبنا بعذاب من عندك؛ فيقول أعداؤنا: لو كانوا على حق؛ لم نسلط عليهم، فيفتتنوا.

                                                                                                                                                                                                                                      أبو مجلز: المعنى: لا تظهرهم علينا؛ فيروا أنهم خير منا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية