الإعراب:
{يعزب} ، و {يعزب} : لغتان.
ومن رفع: ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ؛ فعلى الموضع؛ لأن موضع من مثقال رفع، أو يكون ارتفاعه على إضمار مبتدأ، المعنى: ولا هو أصغر، ومن فتح الراء؛ فالاسمان في موضع جر بالعطف على اللفظ.
وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء : انتصب قوله:
[ ص: 362 ] {شركاء} بـ {يدعون} ، وقام إن يتبعون إلا الظن مقام مفعول {يتبع} ؛ لأنه هو، ولا يصح أن ينتصب {شركاء} بـ {يتبع} ؛ لأنه يكون نفيا لاتباعهم الشركاء.
ويجوز أن تكون {ما} استفهاما، فتكون اسما في موضع نصب بـ {يتبع} ، ومعنى الاستفهام: الإنكار والتوبيخ.
فأجمعوا أمركم وشركاءكم : تقدم وجه قراءة الجماعة، ومن قرأ: {فأجمعوا أمركم وشركاءكم} ؛ عطف على المضمر في {فأجمعوا} ؛ لأن المنصوب قد قوى الكلام، ويجوز أن يرتفع (الشركاء) بالابتداء، والخبر محذوف؛ أي: وشركاؤكم ليجمعوا أمرهم، ونسب ذلك إلى الشركاء وهي لا تسمع، ولا تبصر، ولا تميز؛ على جهة التوبيخ لمن عبدها.
ومن قرأ: {فاجمعوا أمركم وشركاءكم} ؛ فالمعنى: فاجمعوا أمركم واجمعوا شركاءكم، ويجوز أن يكون على تقدير: فاجمعوا أمركم مع شركائكم.
ومن قرأ: {ثم أفضوا} ؛ بالفاء؛ فمعناه: أسرعوا، وهو (أفعلت) من الفضاء؛ وهو الاتساع؛ لأنه إذا صار إلى الفضاء تمكن من الإسراع، وتقدم معنى القاف في التفسير.
[ ص: 363 ] وقوله: ما جئتم به السحر : من قرأ بالاستفهام؛ فمعناه: التوبيخ، و {ما} : استفهام أيضا في موضع رفع بالابتداء، و جئتم به : الخبر، و {أالسحر} : خبر مبتدأ محذوف؛ التقدير: أهو السحر؟ أو يكون ابتداء، والخبر محذوف؛ التقدير: آلسحر جئتم به؟ ولا تكون {ما} على قراءة من استفهم بمعنى: (الذي) ؛ إذ لا خبر لها، ويجوز أن يكون موضع {ما} نصبا بإضمار فعل بعدها؛ التقدير: أي شيء جئتم به؟
ومن قرأ على الخبر؛ جاز أن تكون {ما} بمعنى (الذي) ، و جئتم به : الصلة، وموضع {ما} رفعا بالابتداء، و {السحر} : خبر الابتداء، ويجوز أن تكون جئتم به خبرا عن {ما} ، على أن تجعلها استفهاما في موضع رفع، ويرتفع {السحر} على إضمار مبتدأ؛ التقدير: هو السحر.
ويجوز أن يكون موضع {ما} نصبا على إضمار فعل بعدها، حسب التقدير المتقدم في القراءة الأولى، ويكون {السحر} خبر مبتدأ محذوف، ولا تكون إذا جعلتها بمعنى (الذي) نصبا؛ لأن الصلة لا تعمل في الموصول.
وأجاز نصب {السحر} بـ {جئتم} ، وتكون {ما} للشرط، و {جئتم} : في موضع جزم بـ {ما} ، والفاء محذوفة؛ والتقدير: فإن الله [ ص: 364 ] سيبطله، ويجوز أن ينتصب {السحر} على المصدر؛ أي: ما جئتم به سحرا، ثم دخلت الألف واللام زائدتين؛ فلا يحتاج على هذا إلى تقدير حذف الفاء. الفراء
وقوله تعالى: على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم يجوز أن يكون موضع {أن} نصبا بـ {خوف} ، أو جرا على أنه بدل اشتمال.
* * *