التفسير:
ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى يعني: الولد، وقيل: (البشرى) : هلاك قوم لوط.
[ ص: 422 ] قالوا سلاما أي: سدادا من القول، وقيل: دعوا له، والمعنى: سلمت سلاما.
قال سلام أي: أمري سلام، أو سلام عليكم.
والرسل المذكورون ههنا: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، ذكره جماعة من المفسرين.
وقوله: فما لبث أن جاء بعجل حنيذ أي: مشوي، وقيل: إنه المشوي بالحجارة، وقيل: (الحنيذ) : السميط.
وقال وغيره: {حنيذ} : نضيج، و {حنيذ} بمعنى: محنوذ. ابن عباس:
وقوله: فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم أي: لما رأى أيديهم لا تصل إلى العجل، وكانوا إذا رأوا الضيف لا يأكل؛ ظنوا به شرا؛ يقال: (نكرته) ، و (أنكرته) ، و (استنكرته) : بمعنى.
وقوله: وأوجس منهم خيفة أي: أحس، وقيل: أضمر.
وقوله: إنا أرسلنا إلى قوم لوط أي: بالعذاب.
وقوله: وامرأته قائمة أي: قائمة بحيث ترى الملائكة، قيل: كانت من وراء الستر، وقيل: كانت تخدم الملائكة.
وقوله: {فضحكت} : قال ضحكت تعجبا من امتناع الملائكة من الطعام. السدي:
ضحكت من غفلة القوم وقد جاءهم العذاب. قتادة:
وهب: ضحكت تعجبا من أن يكون لها ولد وقد هرمت.
[ ص: 423 ] وقيل: ضحكت حين أخبرتهم الملائكة أنهم رسل.
وقيل: كانت قالت لإبراهيم عليه السلام: سينزل بهؤلاء القوم عذاب، فلما جاءت الرسل بما قالت؛ سرت بذلك، وضحكت تعجبا.
وقيل: ضحكت تعجبا من إحياء الملائكة العجل.
وقيل: ضحكت من إبراهيم إذ خاف من ثلاثة، وهو يقوم بمئة رجل.
معنى (ضحكت) : حاضت. مجاهد:
قال (لم أسمعه من ثقة) ، ووجهه: أنه كناية. الفراء:
وقيل: في الكلام تقديم وتأخير؛ والمعنى: فبشرناها بإسحاق فضحكت.
ومن وراء إسحاق يعقوب أي: وهبناها من وراء إسحاق يعقوب، ودل (بشرنا) على (وهبنا) ، ومن رفع؛ فعلى معنى: ويحدث لها من وراء إسحاق يعقوب.
واشتقاق {وراء} من (المواراة) .
(الوراء) : ولد الولد، فبشرت بأنها تعيش حتى ترى ولد ولدها. الشعبي:
وكان عمرها يومئذ فيما روي تسعين سنة، وعمر إبراهيم عشرين ومئة، وقيل: كان عمرها ثمانيا وثمانين سنة، وإبراهيم أكبر منها بسنة.
[ ص: 424 ] واستدل بعض العلماء بهذه الآية: على أن إسماعيل؛ لأنها بشرت بأن الذبيح إسحاق يعيش حتى يولد له يعقوب.
وقوله تعالى: وهذا بعلي شيخا : (البعل) : الزوج، وأصله: القائم بالأمر، ومنه: أتدعون بعلا [الصافات: 125]؛ أي: أتدعون ربا لا يعقل، ولا يسمع ولا يبصر، ولا يضر ولا ينفع؟
وقوله: قالوا أتعجبين من أمر الله : الألف للتنبيه.
رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت : قيل: هو دعاء، وقيل: هو تذكير بنعم الله عز وجل عليهم.
وقوله: إنه حميد مجيد : قال مستحمد إلى عباده، وقيل: معناه: يحمد المؤمنين من عباده، و (المجيد) : الكريم. الحسن: