التفسير :
قال : هذه الآية عامة لجميع المسلمين . الحسن
وقال ، السدي ، وغيرهما : المراد بها : النبي صلى الله عليه وسلم . وابن زيد
رضي الله عنها : نزلت في المؤذنين ، وقاله عائشة ، قال : ومعنى عكرمة وعمل صالحا : صلى ، وصام .
[ ص: 22 ] : نزلت في كل مؤمن ، قال : ومعنى قيس بن أبي حازم وعمل صالحا : . الصلاة بين الأذان والإقامة
وقوله : ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن : قال عطاء : إذا لقيته ؛ فقل : سلام عليكم . ومجاهد
: هو الرجل يسب الرجل ، فيقول الآخر : إن كنت صادقا علي ؛ فغفر الله لي ، وإن كنت كاذبا ؛ فغفر الله لك . ابن عباس
وقيل : {الحسنة} : الطاعة ، و {السيئة} : الشرك .
وقوله : وما يلقاها إلا الذين صبروا أي : ما يلقى هذه الفعلة .
وقوله : وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم أي : من الخير ، قتادة : (الحظ العظيم ) : الجنة .
وقوله : ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ، إلى قوله : واسجدوا لله الذي خلقهن أي : خلق الليل ، والنهار ، والشمس ، والقمر ؛ فالضمير للجميع ، ويجوز أن يكون للشمس والقمر خاصة ؛ لأن الاثنين جمع ، وقيل : الضمير عائد على معنى (الآيات ) .
[ ص: 23 ] وقوله : فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار يعني : الملائكة .
وقوله : وهم لا يسأمون أي : لا يملون .
وقوله : إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا : تهدد ووعيد ، قال : المراد بـ(الإلحاد ) : المكاء والتصدية ، ابن عباس : هم الذين يبدلون آيات الله ، مجاهد : هم أهل الكفر والشرك . ابن زيد
وقوله : أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة : قال : يعني : قتادة أبا جهل ، ؛ وهو الذي يأتي آمنا يوم القيامة ، وقيل : هو وعمار بن ياسر ، وقيل : الآية عامة في كل كافر ومؤمن . حمزة بن عبد المطلب
وقد تقدم القول في معنى المفاضلة .
وقوله : اعملوا ما شئتم : وعيد .
وقوله : إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم : خبر {إن} محذوف في قول الفراء .
: قد سد ما قبلها مسد الخبر ؛ يعني : قوله : الكسائي أفمن يلقى في النار خير ، وما بعده .
وقوله : وإنه لكتاب عزيز أي : ممتنع من أن يؤتى بمثله .
[ ص: 24 ] وقوله : لا يأتيه الباطل من بين يديه : [أي : بنقص منه ] ، ولا من خلفه ؛ أي : بزيادة فيه ، قاله الحسن ومجاهد .
: لا يبطل الشيطان فيه حقا ، ولا يحق باطلا . قتادة
: لا يبطله كتاب قبله ، ولا يأتي بعده كتاب فيبطله . الفراء
وقيل : المعنى : لا يأتيه الباطل قبل تمام نزوله ، ولا بعد كمال نزوله .
وقيل : إن الضمائر للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن القرآن لا خلف له ، ولا أمام ؛ إذ هو صفة من صفات ذات الله عز وجل .
وقوله : ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك يعني : من الأذى والتكذيب ، وهو تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم .
وقوله : ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أي : بينت .
أأعجمي وعربي أي : أقرآن أعجمي ، ونبي عربي ؟ عن . ابن جبير
: أقرآن أعجمي ، وقوم عرب ؟ السدي
ومن قرأ على الخبر ؛ فالمعنى : لولا فصلت آياته ؛ فكان منها عربي تفهمه العرب ، وأعجمي تفهمه العجم .
[ ص: 25 ] ومن قرأ : {أعجمي} ؛ فـ (العجمي ) : الذي ليس من العرب ، كان فصيحا أو غير فصيح ، و (الأعجمي ) : الذي لا يفصح ، كان من العرب أو من العجم ؛ والمعنى : أقرآن من غير كلام العرب ، وقوم عرب ؟ أو نبي عربي ؟ فأعلم الله تعالى أنه لكل من آمن به هدى وشفاء .
وقوله : والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر أي : صمم ، وهو تمثيل .
وقوله : وهو عليهم عمى أي : والقرآن عليهم عمى ، [وقيل : المعنى : والوقر عليهم عمى ] .
وقوله : أولئك ينادون من مكان بعيد : العرب تقول ذلك لمن لا يفهم ؛ على التمثيل .
: ينادون يوم القيامة بأقبح أسمائهم من مكان بعيد ، فيكون ذلك أشد لتوبيخهم وفضيحتهم . الضحاك
وقوله : وما تخرج من ثمرات من أكمامها : قال : أي : حين تطلع ، وقيل : هي الطلعة تخرج من قشرها . مجاهد
[ ص: 26 ] : السدي من أكمامها أي : من طلعها .
المبرد : {أكمامها} : ما يغطيها ، وواحد (الأكمام ) : (كم ) ، ومن قال في الجمع : (أكمة ) ؛ فالواحد : (كمام ) .
وقوله : ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك أي : أعلمناك .
قيل : هو من قول المشركين ، جوابا لما قيل لهم ، وقيل : هو من قول الآلهة .
ما منا من شهيد أي : من يشهد أن لك شريكا .
وقوله : وظنوا ما لهم من محيص : الظن في قول أكثر أهل التأويل ههنا بمعنى اليقين .
أبو حاتم : هو بمعنى الكذب ؛ أي : قالوا آذناك ما منا من شهيد ، وكذبوا في قولهم ، والوقف عنده على {وظنوا} تام ، ولا يوقف عليه إذا جعل {ظنوا} بمعنى : أيقنوا .
وقوله : لا يسأم الإنسان من دعاء الخير أي : لا يمل من دعائه بالخير ؛ أي : من أن يدعو أن يصيبه الخير .
[ ص: 27 ] وقوله : فيئوس قنوط أي : فهو يؤوس قنوط .
وقوله : ليقولن هذا لي أي : بعملي ، وأنا حقيق به ، والمراد به : الكافر .
وقيل : نزل ذلك في الوليد بن المغيرة ، وقيل : في عتبة وشيبة ابني ربيعة ، وأمية بن خلف .
وقوله : وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض : {عريض} و (طويل ) بمعنى .
وقوله : سنريهم آياتنا في الآفاق أي : في آفاق الدنيا ، وتقلب أحوالها .
وفي أنفسهم : [أي : وفي أنفسهم ] مثل ذلك .
مجاهد : في الآفاق : فتح القرى ، وفي أنفسهم : فتح مكة ، وهذا اختيار . الطبري
ابن زيد : في الآفاق : آفاق السماوات ؛ نجومها ، وشمسها ، وقمرها .
وقيل : إن معنى وفي أنفسهم : سبيل الغائط والبول .
وقيل : المعنى : سيرون ما أخبرهم به النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن وأخبار الغيوب .
وقيل : المعنى : سنريهم آثار الصنعة في الآفاق ، الدالة على خالقها ، وفي أنفسهم : من كونهم نطفا ، إلى غير ذلك من انتقال أحوالهم .
[ ص: 28 ] وقوله : حتى يتبين لهم أنه الحق أي : أن الله هو الحق ، لا ما يعبدون من دونه .
وقوله : أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد أي : أولم يكفهم ربك بما دلهم عليه من توحيده ؟ لأنه على كل شيء شهيد ، وإذا شهده ؛ جازى عليه .
وقيل : المعنى : أولم يكف ربك [في معاقبة الكفار ؟
وقيل : المعنى : أولم يكفك ربك ] يا محمد- أنه شاهد على أعمال الكفار ؟