الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب :

                                                                                                                                                                                                                                      وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم : إن قدرت أن {ما} الموصولة ؛ جاز حذف الفاء وإثباتها ، والإثبات أحسن ، وإن قدرت التي للشرط ؛ لم يجز الحذف عند سيبويه ، وأجازه الأخفش ، واحتج بقوله : وإن أطعتموهم إنكم لمشركون [الأنعام : 121 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 52 ] وفتح اللام من قوله : {فيظللن} هو اللغة المشهورة ، وكسرها يجوز أن يكون لغة ؛ مثل : (ضللت أضل ) .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ؛ بالرفع ؛ فعلى الاستئناف بعد الشرط والجزاء ، أو على أنه خبر مبتدأ محذوف ، ومن نصب ؛ فلأن قبله شرطا وجزاء ، وكل واحد منهما غير واجب ، والنصب بعد الشرط إذا عطف عليه- أحسن من النصب بعد الجواب ، وقد جعل سيبويه العطف على الجواب بالنصب شبيه ما يأتي في الشعر من نحو : [من الوافر ]


                                                                                                                                                                                                                                      ..................... وألحق بالحجاز فأستريحا

                                                                                                                                                                                                                                      قال : إلا أن النصب في العطف على الجزاء أمثل .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن جزم ؛ عطف على المجزوم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 53 ] والقول في كبائر الإثم و (كبير الإثم) ظاهر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : أو يرسل رسولا فيوحي : من رفع ؛ فهو في موضع الحال ؛ والتقدير : إلا موحيا ، أو مرسلا ، وقوله : أو من وراء حجاب : جملة في موضع الحال ، والحال متعلقة بمحذوف ، وفي الظرف ضمير يعود إلى صاحب الحال .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن نصب ؛ عطف على معنى قوله : إلا وحيا ؛ لأن معناه : إلا أن يوحي إليه ، وانتصاب قوله : {وحيا} على الحال ، أو الاستثناء المنقطع ، فإن قدرته استثناء ؛ كانت {من} في قوله : أو من وراء حجاب متعلقة بفعل مضمر ، دل عليه : أن يكلمه الله ؛ تقديره : أو يكلمه من وراء حجاب ، ويكون (أو يكلمه ) المضمر معطوفا على قوله : {وحيا} ؛ لأنه بمعنى : أن يوحي ، وجاز إضمار هذا الفعل ؛ للدلالة عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      ولا يجوز أن يعلق أو من وراء حجاب بقوله : أن يكلمه الله ؛ لما في ذلك من الفصل بين الصلة والموصول بالأجنبي ؛ لأن أو من وراء حجاب معطوف [ ص: 54 ] على قوله : {وحيا} ، والمعطوف على الصلة هو منها ، ويمتنع أن يتعلق الجار بـ (يكلم ) الظاهر ؛ من حيث كان ما قبل الاستثناء لا يعمل فيما بعده إذا كان تاما ، ولا يعمل ما بعده فيما قبله ؛ لأنه بمنزلة النفي .

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن يكون النصب على تقدير حذف الجار من (أن ) المضمرة ، ويكون في موضع الحال ؛ التقدير : أو بأن يرسل رسولا .

                                                                                                                                                                                                                                      ولا يجوز أن يعطف أو يرسل بالنصب على أن يكلمه ؛ لفساد المعنى ؛ لأنه يصير : ما كان لبشر أن يرسله ، أو أن يرسل إليه رسولا ، وهو قد أرسل الرسل من البشر ، وأرسل إليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مكية ، وعددها في الكوفي : ثلاث وخمسون آية ، وفي بقية العدد : خمسون .

                                                                                                                                                                                                                                      عد الكوفي : {حم} [1 ] آية ، و {عسق} [2 ] آية ، و في البحر كالأعلام [32 ] آية ، ولم يعدهن الباقون .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية