الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      الفتح والكسر في {قاف} ؛ لالتقاء الساكنين، ويحتمل الفتح أن يكون نصبا بإضمار فعل، والكسر أن يكون قسما.

                                                                                                                                                                                                                                      والقول في موضع {إذا} من الإعراب حسب ما تقدم في مثله.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: بل كذبوا بالحق لما جاءهم} ؛ بكسر اللام؛ فالمعنى: عند مجيئه إياهم، ومثله قوله تعالى: لا يجليها لوقتها إلا هو [الأعراف: 187]؛ أي: عند وقتها.

                                                                                                                                                                                                                                      وحب الحصيد : تقديره عند البصريين كما تقدم-: وحب النبت الحصيد، وهو عند الكوفيين من باب إضافة الشيء إلى نفسه، والأصل: الحب الحصيد؛ فحذفت الألف واللام، وأضيف المنعوت إلى النعت.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 214 ] وقوله: وجاءت سكرة الموت بالحق : يجوز أن تكون الباء متعلقة بنفس {جاءت} ؛ كقولك: (جئت بزيد) ؛ أي: أحضرته، ويجوز أن تتعلق بمحذوف، ويكون حالا؛ التقدير: وجاءت سكرة الموت ومعها الحق.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: الذي جعل مع الله إلها آخر : يجوز أن يكون موضع {الذي} نصبا على البدل من {كل} ، أو رفعا بالابتداء، والخبر {فألقياه} ، أو يكون خبر مبتدأ محذوف.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: من خشي الرحمن بالغيب : يجوز أن يكون بدلا من (كل) ، من قوله: لكل أواب حفيظ ، أو مبتدأ، والخبر {ادخلوها} ؛ على تقدير حذف جواب الشرط؛ والتقدير: فيقال لهم: ادخلوها.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن كسر الهمزة من وأدبار السجود ؛ فهو مصدر (أدبر) ، واستعمل استعمال الظروف؛ كـ (خفوق النجم) ، وشبهه؛ والتقدير: وقت إدبار السجود، ومن فتح الهمزة؛ فهو جمع (دبر) ؛ كـ (طنب، وأطناب) ، أو (دبر) ؛ كـ (قفل، وأقفال) ، وقد استعملوه ظرفا؛ نحو: (جئتك في دبر الصلاة) ، و(في أدبار الصلوات) .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 215 ] يوم تشقق الأرض عنهم سراعا : {سراعا} : حال من الهاء والميم في {عنهم} ، والعامل فيه: {تشقق} ، وقيل: العامل فيه فعل مضمر؛ التقدير: فيخرجون سراعا، فالحال من المضمر في (يخرجون) .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مكية، وعددها: خمس وأربعون آية بإجماع.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية