وقوله: وبالأسحار هم يستغفرون أي: يصلون، عن ابن عمر ومجاهد.
مدوا الصلاة إلى آخر الليل، ثم استغفروا في السحر. الحسن:
هي في الأنصار؛ يعني: أنهم كانوا يغدون من قباء، فيصلون في مسجد النبي عليه السلام. ابن وهب:
عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، قال: كانوا ينضحون لناس من الأنصار بالدلاء على الثمار، ثم يهجعون قليلا، ثم يصلون آخر الليل. يزيد بن أبي حبيب
(السحر) : السدس الآخر من الليل. ابن زيد:
وتقدم القول في قوله: وفي أموالهم حق للسائل والمحروم .
وقوله: وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم : قيل التقدير: وفي الأرض وفي أنفسكم آيات للموقنين.
المعنى: قتادة: من سار في الأرض؛ رأى آيات وعبرا، ومن تفكر في نفسه؛ [ ص: 222 ] علم أنه خلق ليعبد الله.
[ابن الزبير: المراد: سبيل الخلاء والبول].
المعنى: أنه خلقكم من تراب، وجعل لكم السمع، والأبصار، والأفئدة. ابن زيد:
وقيل: المعنى: وفي خلق أنفسكم أفلا تبصرون؟ فلا يوقف على هذا التقدير على {أنفسكم} ، ويوقف عليه على الأقوال المتقدمة.
وقوله: وفي السماء رزقكم أي: عند الذي في السماء رزقكم، عن وغيره، وقيل: المعنى: وفي السماء تقدير رزقكم. الثوري
وقوله: وما توعدون يعني به: الخير والشر، عن وقال غيره: الخير خاصة، وقيل: الشر خاصة، وقيل: الجنة، عن مجاهد، سفيان بن عيينة.
الضحاك: وما توعدون : من الجنة والنار في السماء.
وقوله: فورب السماء والأرض إنه لحق أي: إن ما قيل لكم الحق؛ كما أن نطقكم حق؛ أي: كما أنكم ناطقون، ولستم بخرس.
وخص النطق دون سائر الحواس؛ لأن ما سواه من سائر الحواس يدخلها التشبيه؛ كالذي يرى في المرآة، واستحالة الذوق عند غلبة الصفراء ونحوها ، [ ص: 223 ] والدوي والطنين في الأذنين، والنطق سالم من ذلك، ولا يعترض بالصدى؛ لأنه لا يكون إلا بعد حصول الكلام من الناطق، غير مشوب بما يشكل به.
وتقدم ذكر: هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين .
قوله: فأقبلت امرأته في صرة أي: صيحة، عن وغيره. ابن عباس
فصكت وجهها أي: لطمته، عن ابن عباس.
وضعت يدها على جبهتها تعجبا. الثوري:
وقالت عجوز عقيم أي: أنا عجوز عقيم.
قالوا كذلك قال ربك ، فلما قالوا لها ذلك؛ علم إبراهيم عليه السلام أنهم ملائكة، فقال لهم: فما خطبكم أيها المرسلون ، وقد تقدم القول في هذا كله في غير هذا الموضع.
وقوله: فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين : الضمير في {فيها} : لقرية قوم لوط، ولم يتقدم لها ذكر؛ لأن المعنى مفهوم، وقيل: الضمير في {فيها} للجماعة.
و(المؤمنون) و(المسلمون) ههنا سواء.
وقوله: وفي موسى إذ أرسلناه أي: وفي موسى آية.
ومعنى بسلطان مبين : بحجة بينة.
[ ص: 224 ] وقوله: فتولى بركنه : ]أي: بعضده؛ أي: أصحابه، عن مجاهد، بقوته، وقيل: بنفسه]. قتادة:
وقوله: وقال ساحر أو مجنون : هذا من قول فرعون، و {أو} : عند البصريين على بابها، هي بمعنى الواو. أبو عبيدة:
و الريح العقيم : الشديدة التي لا تلقح شيئا، عن ابن عباس.
ابن المسيب: هي الجنوب.
وقال بعض أهل التأويل: معنى الريح العقيم : العقيم عن الخير.
رضي الله عنه: هي النكباء، وعن النبي عليه الصلاة والسلام: علي "أنها الدبور".
عبيد بن عمير: الريح العقيم : تحت الأرض الرابعة، وإنما أرسل منها في هلاك قوم عاد مقدار منخر الثور.
وقوله: ما تذر من شيء أتت عليه أي: من شيء أمرت بإهلاكه، وتقدم القول في (الرميم) .
[ ص: 225 ] وقوله: فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون أي: ينظرون إلى إهلاكهم، فجأة. مجاهد:
فما استطاعوا من قيام : قيل: معناه: من نهوض، وقيل: معناه: ما استطاعوا من قيام بعذاب الله.
وقوله: وقوم نوح من قبل أي: وأهلكنا قوم نوح، أو يكون معطوفا على الهاء والميم في {فنبذناهم} ، أو الهاء والميم في {فأخذتهم} . أو على الهاء في (فأخذناه) ، أو بإضمار(اذكر) .
ومن جر؛ فالمعنى: وفي قوم نوح آية.
وقوله: والسماء بنيناها بأيد أي: بقوة، عن وغيره. ابن عباس
وإنا لموسعون أي: لذو سعة بخلقها وخلق غيرها.
فنعم الماهدون أي: فنعم الماهدون نحن لهم.
وقوله: ومن كل شيء خلقنا زوجين أي: ومن كل شيء خلقناه خلقنا زوجين، أي: ذكرا وأنثى، وحلوا وحامضا، ونحو ذلك، قاله ابن زيد وغيره.
يعني: الذكر والأنثى، والسماء والأرض، والشمس والقمر، والليل والنهار، والنور والظلام، والسهل والجبال، والجن والإنس، والخير والشر، ونحو ذلك؛ إذ هو عز وجل وتر، مجاهد: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [ ص: 226 ] [الشورى: 11]، وقيل: هو عام يراد به الخاص.
وقوله: ففروا إلى الله أي: فروا من معاصيه إلى طاعته.
وقوله: إني لكم منه نذير مبين {كذلك} أي: كالأول، والأول: تخويف لمن عصاه من الموحدين، والثاني: لمن أشرك به من الملحدين، والتمام على قوله: {كذلك} عن يعقوب وغيره.
وقوله: أتواصوا به بل هم قوم طاغون أي: أوصى أولهم آخرهم بالتكذيب.
وقوله: وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين أي: ذكرهم بالعقوبة وأيام الله عز وجل.
وقوله: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون : قيل: إن هذا خاص في من سبق في علم الله أنه يعبده، فجاء بلفظ العموم، ومعناه الخصوص.
وقيل: معناه: إلا ليقروا بالعبادة طوعا أو كرها، والكره: ما يرى فيهم من أثر الصنعة، روي معناه عن ابن عباس.
المعنى: إلا ليعرفوني، وقيل: المعنى: ما خلقتهم إلا لآمرهم بعبادتي، وقيل: المعنى إلا لأستعبدهم. مجاهد:
ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون أي: ما أريد أن يرزقوا أنفسهم، ولا [ ص: 227 ] أن يطعموها، وقيل: المعنى: ما أريد أن يرزقوا عبادي، ولا يطعموهم.
وقوله: ذو القوة المتين أي: الشديد القوي.
وقوله: فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم أي: سجلا من العذاب كأصحابهم المتقدمين؛ يعني: الكفار من الأمم الماضية.
و(السجل) ، و(الذنوب) : الدلو العظيمة، وكانوا يستقون الماء، فيقتسمون ذلك على الأنصباء، فقيل لـ (الذنوب) : نصيب؛ من هذا.
قال وغيره: المعنى: أن لهم عذابا مثل عذاب أصحابهم. قتادة،