وقوله : أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة أي : وثيقة ، كأنها قد بلغت النهاية ، تنتهي بكم إلى يوم القيامة أن لكم حكمكم فيما تتخيرون .
وقوله : سلهم أيهم بذلك زعيم أي : سل هؤلاء المتقولين علي : أيهم كفيل بما تقدم ذكره؟ و (الزعيم) : الضمين .
وقوله : أم لهم شركاء أي : في زعمهم ، فليأتوا بشركائهم ؛ أي : لتكون الحجة على جميعهم أوكد .
وقوله : يوم يكشف عن ساق أي : عن كربة وهول ، عن ابن عباس ، وهو يوم القيامة .
: أول ساعة من القيامة ، والعرب تستعمل كشف الساق عبارة عن الشدة؛ كقولهم : (شمرت الحرب عن ساقها) ، وأصله : أن الرجل إذا جد في الأمر؛ كشف عن ساقه . مجاهد
وقوله : ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون : يروى : أن أصلابهم تجف؛ فلا يستطيعون السجود .
قال بعض المتكلمين : هذا يدل على أن لأن الكلام دال على أنهم كانوا قبل ذلك مستطيعين السجود ، فتركوه . الاستطاعة قبل الفعل؛
[ ص: 457 ] ومعنى دعائهم إلى السجود : التوبيخ لهم .
وقوله : وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون يعني : الصلاة المفروضة ، وقيل : هو عبارة عن الطاعة ، ومعنى قوله : {سالمون} : سالمو الجوارح ، لا يمنعهم مانع .
وقوله : سنستدرجهم من حيث لا يعلمون : استدراجه إياهم : هو ما يظهره لهم من النعم؛ يقال : (استدرجه) ؛ إذا أخذ ببأسه قليلا قليلا ، وهو مأخوذ من (الدرج) .
وقوله : فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت يعني : يونس عليه السلام ، إذ نادى وهو مكظوم ؛ أي : مغموم؛ والمعنى : اصبر ، ولا تغاضب كما غاضب .
وقوله : لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم أي : لنبذ مذموما ، ولكنه نبذ غير مذموم ، ومعنى {مذموم} في قول : مليم ، وقيل : مذنب . ابن عباس
وقوله : وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم : قال : أي : ينفذونك من شدة نظرهم . ابن عباس
: المعنى : ليصدونك ، وقيل : المعنى : ليصيبونك بالعين ، وكانوا [ ص: 458 ] يتعمدون ذلك ، وقيل : المعنى : أنهم ينظرون إليك بالعداوة حتى يكادوا يسقطونك . قتادة
وقوله : وما هو إلا ذكر للعالمين أي : ما القرآن إلا ذكر للعالمين ، وقيل : يعني : محمدا صلى الله عليه وسلم؛ والمعنى : يتذكرون به ، وقيل : معناه : شرف .