الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة أي : وثيقة ، كأنها قد بلغت النهاية ، تنتهي بكم إلى يوم القيامة أن لكم حكمكم فيما تتخيرون .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : سلهم أيهم بذلك زعيم أي : سل هؤلاء المتقولين علي : أيهم كفيل بما تقدم ذكره؟ و (الزعيم) : الضمين .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : أم لهم شركاء أي : في زعمهم ، فليأتوا بشركائهم ؛ أي : لتكون الحجة على جميعهم أوكد .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : يوم يكشف عن ساق أي : عن كربة وهول ، عن ابن عباس ، وهو يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد : أول ساعة من القيامة ، والعرب تستعمل كشف الساق عبارة عن الشدة؛ كقولهم : (شمرت الحرب عن ساقها) ، وأصله : أن الرجل إذا جد في الأمر؛ كشف عن ساقه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون : يروى : أن أصلابهم تجف؛ فلا يستطيعون السجود .

                                                                                                                                                                                                                                      قال بعض المتكلمين : هذا يدل على أن الاستطاعة قبل الفعل؛ لأن الكلام دال على أنهم كانوا قبل ذلك مستطيعين السجود ، فتركوه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 457 ] ومعنى دعائهم إلى السجود : التوبيخ لهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون يعني : الصلاة المفروضة ، وقيل : هو عبارة عن الطاعة ، ومعنى قوله : {سالمون} : سالمو الجوارح ، لا يمنعهم مانع .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : سنستدرجهم من حيث لا يعلمون : استدراجه إياهم : هو ما يظهره لهم من النعم؛ يقال : (استدرجه) ؛ إذا أخذ ببأسه قليلا قليلا ، وهو مأخوذ من (الدرج) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت يعني : يونس عليه السلام ، إذ نادى وهو مكظوم ؛ أي : مغموم؛ والمعنى : اصبر ، ولا تغاضب كما غاضب .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم أي : لنبذ مذموما ، ولكنه نبذ غير مذموم ، ومعنى {مذموم} في قول ابن عباس : مليم ، وقيل : مذنب .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم : قال ابن عباس : أي : ينفذونك من شدة نظرهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قتادة : المعنى : ليصدونك ، وقيل : المعنى : ليصيبونك بالعين ، وكانوا [ ص: 458 ] يتعمدون ذلك ، وقيل : المعنى : أنهم ينظرون إليك بالعداوة حتى يكادوا يسقطونك .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وما هو إلا ذكر للعالمين أي : ما القرآن إلا ذكر للعالمين ، وقيل : يعني : محمدا صلى الله عليه وسلم؛ والمعنى : يتذكرون به ، وقيل : معناه : شرف .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية