الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب :

                                                                                                                                                                                                                                      من قرأ : {وحي} ؛ فهو من (وحيت) ، وهي لغة في (أوحيت) ، وكذلك : {أحي} إلا أن الهمزة بدل من واو .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن فتح (إن) في المواضع المذكورة؛ جاز أن يكون حملا على [ {أوحي} ، وجاز أن يكون حملا على] الهاء في آمنا به ، وجاز ذلك وهو مضمر مجرور؛ لكثرة حذف الجار مع (أن) ، وهو أشبه من الحمل على أنه استمع ؛ لأن حمل بعض المواضع على ذلك مستحيل؛ نحو : وأنا ظننا ، و وأنا لما سمعنا الهدى ، وأنا لمسنا السماء ؛ لأنه ليس من الوحي ، وفي حمل بعضها أيضا على آمنا به بعد؛ لأن حمل وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به ، و [ ص: 505 ] وأنه كان رجال من الإنس ليس على المعنى؛ لأنهم لم يخبروا بأنهم لما سمعوا الهدى آمنوا به ، ولا أنهم آمنوا بأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن كسر؛ فعلى الاستئناف ، وما أجمع على كسره مما جاء بعد القول من هذه المواضع؛ فعلى الحكاية ، وما كسر بعد فاء الجزاء؛ فلأنه موضع ابتداء .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : {وأنه تعالى جدا ربنا} ؛ فـ {ربنا} مرفوع بـ {تعالى} ، و {جدا} : منصوب على التمييز .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما {جد ربنا} ؛ فهو على تقدير : تعالى جد جد ربنا ، فـ (جد) الثاني : بدل من الأول ، حذف ، وأقيم المضاف إليه مقامه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا : الهاء في {وأنه} للأمر أو الحديث ، وفي {كان} اسمها ، وما بعدها الخبر ، ويجوز أن تكون {كان} زائدة .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا ؛ فالأصل : (تتقول) ، و {كذبا} على هذه القراءة مصدر؛ كأنه قال : تكذب كذبا .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن مذهبه في (تبسمت وميض البرق) أن ينصبه بنفس (تبسمت) ؛ [ ص: 506 ] لأنه في معنى (أومضت) ؛ نصب {كذبا} بنفس {تقول} .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : {تقول} ؛ فقوله : {كذبا} وصف لمصدر محذوف ، وإن جعل مصدرا؛ نصب نصب المفعول ، ولا يحسن جعله وصفا لمصدر على قراءة {تقول} ؛ إذ لا فائدة فيه؛ لأن التقول لا يكون إلا كذبا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا : يجوز أن يقدر (وجد) متعديا إلى مفعولين؛ فالأول : الهاء والألف ، و {ملئت} : في موضع الثاني ، ويجوز أن يعدى إلى مفعول واحد ، ويكون {ملئت} في موضع الحال على إضمار (قد) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض : {أن} مخففة من الثقيلة ، وسدت مسد المفعولين ، ولا تكون الناصبة للفعل؛ لدخولها على {لن} .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : {لبدا} ؛ فهو جمع (لبدة) ؛ ومعناه : جماعات .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : {لبدا} ؛ فمعناه : كثيرا ، قيل له : (لبد) ؛ لركوب بعضه [على بعض ، ولصوق بعضه] ببعض .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : {لبدا} ؛ فهو وصف على (فعل) ؛ ومعناه أيضا : الكثرة؛ كأنه [ ص: 507 ] يركب بعضه بعضا من كثرته حتى يتلبد ، و {لبدا} : وصف على (فعل) من المعنى المذكور .

                                                                                                                                                                                                                                      إلا بلاغا من الله ورسالاته : استثناء منقطع ، وقيل : هو مصدر ، و (لا) بمعنى : (لم) ، و (إن) : للشرط؛ والمعنى : لن أجد من دونه ملتحدا إن لم أبلغ رسالات ربي بلاغا .

                                                                                                                                                                                                                                      قل إن أدري أقريب ما توعدون : {إن} بمعنى : (ما) ، و {ما} : يجوز أن تكون من الفعل مصدرا ، ويجوز أن تكون بمعنى : (الذي) ـ ويقدر حذف العائد .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مكية ، وعددها : ثمان وعشرون آية في جميع الأعداد .

                                                                                                                                                                                                                                      واختلف منها في آيتين :

                                                                                                                                                                                                                                      عد المكي : قل إني لن يجيرني من الله أحد [22] ، ولم يعد : ولن أجد من دونه ملتحدا [22] ، والباقون : بخلافه .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية