التفسير :
يا أيها المزمل أي : المزمل بثيابه ، قال النخعي : كان متزملا بقطيفة ، وقيل :
[ ص: 510 ] تزمل بثيابه؛ للقيام إلى الصلاة ، وقيل : تزمل بها من شدة فرقه من جبريل عليه السلام ، وقيل : تزمل بها؛ لشدة ما يلقى من المشركين .
: زمل هذا الأمر؛ يعني النبوة . عكرمة
وقوله : نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه : هذا تخيير من الله عز وجل .
وقوله : ورتل القرآن ترتيلا أي : اقرأه على ترسل ، عن . مجاهد
: بينه تبيينا ، وكذلك قال قتادة : بينه حرفا حرفا . ابن عباس
وأصل (الترتيل) من (الرتل) ؛ وهو الضعف واللين ، و (الرتل) في الأسنان : أن يكون بينها الفرج ، ولا يركب بعضها بعضا .
وقوله : إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا : قال : يعني : حلاله وحرامه . مجاهد
: العمل به ، وقيل : هو القرآن نفسه ، وقد جاء في الخبر : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته؛ وضعت جرانها؛ يعني : صدرها ، فما تستطيع أن تتحرك حتى يسرى عنه) . الحسن
[ ص: 511 ] وقوله : إن ناشئة الليل أي : ابتداء عمله شيئا بعد شيء ، وقيل : ساعاته ، وهو من (نشأ) ؛ إذا ابتدأ .
، ابن عباس ، وغيرهما : هي الليل كله . ومجاهد
، وغيره : [هي ما بين المغرب والعشاء . ابن عمر
، وغيره] : من العشاء الآخرة إلى الصبح . الحسن
وقوله : هي أشد وطئا أي : أمكن موقعا ، وقيل : المعنى : عمل الليل أشد من عمل النهار ، : أشد قياما ، قتادة : أثبت في الخير ، وأشد للحفظ؛ للتفرغ في الليل ، وأصل (الوطء) : الثقل ، ومنه قولهم : (اشتدت وطأة السلطان) . الأخفش
ومن قرأ : {وطائا} ؛ فالمعنى : أشد مهادا للتصرف في التفكر والتدبر .
: يواطئ السمع والبصر القلب . مجاهد
وقوله : وأقوم قيلا أي : أثبت للقراءة ، عن . مجاهد
وقوله : إن لك في النهار سبحا طويلا أي : فراغا ، عن ، وغيره ، وحقيقته : تصرفا مجيئا وذهابا . ابن عباس
وقوله : وتبتل إليه تبتيلا : (التبتل) : الانقطاع إلى عبادة الله عز وجل ، وجاء [ ص: 512 ] المصدر على (بتل نفسك) .
وقوله : فاتخذه وكيلا أي : فوض إليه أمرك ، وقيل : المعنى : اتخذه كفيلا في أمورك كلها ، وقيل : اتخذه ربا .
وتقدم القول في {النعمة} .
وقوله : إن لدينا أنكالا وجحيما : (الأنكال) : القيود ، عن ، ومجاهد ، وغيرهما ، واحدها : (نكل) ، و (الجحيم) : النار . الحسن
وطعاما ذا غصة أي : ذا شوك يقف في حلوقهم ، فلا يدخل ، ولا يخرج ، عن ، ابن عباس : يعني : الزقوم . مجاهد
وقوله : وكانت الجبال كثيبا مهيلا أي : رملا سائلا متناثرا ، عن . ابن عباس
الضحاك : (الكثيب) : الرمل ، و (المهيل) : الذي يمر تحت الأرجل ، وأصل (مهيل) : (مهيول) .
وقوله : فعصى فرعون الرسول : دخلت الألف واللام في {الرسول} ؛ لتقدم ذكره؛ ولذلك اختير في أول الكتب : (سلام عليكم) ، وفي آخرها : (السلام عليكم) .
وتقدم القول في (الوبيل) .
وقوله : يوما يجعل الولدان شيبا يعني : أنه يشيب فيه الولدان؛ لشدته .
[ ص: 513 ] [وقوله : السماء منفطر به أي : منشقة؛ لشدته] ، و {منفطر} : على النسب .
وقوله : إن هذه تذكرة يعني : إن هذه الآيات .
فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا أي : طريقا إلى رضاه ورحمته .
[وقوله : علم أن لن تحصوه فتاب عليكم : قيل : معناه : علم أن لن تعرفوا النصف والثلث ، وقيل : معناه : أن لن تطيقوه ، فتاب عليكم ]؛ أي : تاب عليكم من فرض القيام إذا عجزتم .
وقوله : فاقرءوا ما تيسر من القرآن أي : ما خف عليكم .
علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله أي : علم أن سيكون منكم مرضى يشق عليهم القيام ، ومسافرون ، ومجاهدون .
وقوله : فاقرءوا ما تيسر منه : قال : مائة آية . السدي
وقوله : وأقرضوا الله قرضا حسنا يعني . : التطوع من أعمال البر