الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : والليل إذ أدبر أي : ولى ، وكذلك {دبر} ، ومعناهما سواء ، وقد قالوا : (أمس الدابر) ، و (المدبر) .

                                                                                                                                                                                                                                      والصبح إذا أسفر أي : أضاء وانكشف .

                                                                                                                                                                                                                                      إنها لإحدى الكبر يعني : النار ، عن مجاهد ، وغيره .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : نذيرا للبشر : قيل : إن هذا مردود إلى أول السورة؛ والمعنى : يا أيها المدثر؛ قم نذيرا للبشر .

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء : (نذير) ههنا بمعنى : إنذار .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : هو حال من المضمر في {إنها} على معنى النسب؛ كأنه قال : ذات إنذار ، وقيل : هو حال من {هو} في قوله : وما يعلم جنود ربك إلا هو ، وقيل : هو في موضع المصدر؛ كأنه قال : إنذارا للبشر ، وقيل : هو منصوب بإضمار فعل .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر أي : يتقدم إلى النار بالمعصية ، أو يتأخر عنها بالطاعة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : إلا أصحاب اليمين : قال ابن عباس : يعني : الملائكة ، وعن علي رضي الله عنه :

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 525 ] هم أولاد المسلمين؛ لأنهم لا ذنوب لهم .

                                                                                                                                                                                                                                      الضحاك : هم الذين سبقت لهم من الله الحسنى .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ما سلككم في سقر أي : يقولون للمجرمين : ما أحلكم في جهنم؟ وقيل : إن المؤمنين يسألون الملائكة عن أقربائهم ، فتسأل الملائكة المشركين ، فيقولون لهم : ما سلككم في سقر ؟

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا لم نك من المصلين ، أي : من الموحدين .

                                                                                                                                                                                                                                      وكنا نخوض مع الخائضين ، أي : في أمر محمد عليه الصلاة والسلام ، وفي الباطل .

                                                                                                                                                                                                                                      حتى أتانا اليقين أي : الموت .

                                                                                                                                                                                                                                      فما تنفعهم شفاعة الشافعين : هذا دليل على صحة الشفاعة للمذنبين .

                                                                                                                                                                                                                                      كأنهم حمر مستنفرة ، أي : نافرة ، و (نفر واستنفر) ؛ مثل : (عجب ، واستعجب) ، ومن فتح الفاء؛ فكأن (القسورة) وهو الأسد ، عن أبي هريرة ، وغيره- استنفرها .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 526 ] وعن أبي عباس : أن (القسورة) : رجال القنص ، وقاله سعيد بن جبير ، عنه أيضا : أنهم الرماة ، وقال مجاهد وعكرمة وغيرهما ، وعن ابن عباس أيضا : جماعة الرجال ، وعنه أيضا : ركز الناس؛ أي : حسهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأصل الكلمة من (قسره يقسره قسرا) ؛ إذا قهره .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله :

                                                                                                                                                                                                                                      بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة : قال مجاهد : أي ينزل عليه كتاب فيه : من الله عز وجل إلى فلان بن فلان ، وقيل : قالوا : إذا كانت ذنوب الإنسان تكتب عليه ، فما بالنا لا نرى ذلك؟

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: كلا إنه تذكرة يعني: القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية