التفسير :
قال ، ابن عباس ، وغيرهما : {المرسلات} : الرياح ، {عرفا} أي : يتبع بعضها بعضا؛ كتتابع عرف الفرس . وابن مسعود
أبو صالح : {المرسلات} : الرسل ، مسروق : الملائكة ، و {عرفا} : على أن تكون متتابعة ، أو على معنى : ترسل بالعرف .
فالعاصفات عصفا : الرياح بغير اختلاف . وقوله :
وقوله : والناشرات نشرا : قال ، ابن مسعود ، وغيرهما : هي الرياح تنشر السحاب للغيث . ومجاهد
وروي ذلك عن أبي صالح ، وعنه أيضا : الأمطار؛ لأنها تنشر النبات ، وروى عنه : أنها الملائكة تنشر كتب الله عز وجل . السدي
وقوله : فالفارقات فرقا : الملائكة تنزل بالفرق بين الحق والباطل .
: هي آيات القرآن . قتادة
وقوله : فالملقيات ذكرا : الملائكة بإجماع؛ أي : تلقي كتب الله إلى الأنبياء [ ص: 561 ] عليهم السلام .
عذرا أو نذرا أي : تلقي الوحي إعذارا أو إنذارا .
وقوله : إنما توعدون لواقع : هذا جواب القسم .
فإذا النجوم طمست : أي : ذهب ضوءها .
وإذا السماء فرجت : أي : شقت .
وإذا الجبال نسفت أي : أذهبت .
وإذا الرسل أقتت : جمعت لوقت ، و {أقتت} بالهمز : على قلب الواو همزة .
لأي يوم أجلت : تعظيم ليوم الفصل؛ أي : ليوم الفصل أجلت .
وقوله : ألم نهلك الأولين يعني : قوم نوح عليه السلام .
ثم نتبعهم الآخرين : من أهلك بعدهم من الأمم .
كذلك نفعل بالمجرمين يعني : من كفر بمحمد عليه الصلاة والسلام .
وتقدم القول في معنى ماء مهين ، و قرار مكين .
وقوله تعالى : إلى قدر معلوم يعني : وقت الولادة ، عن مجاهد ، وقيل : إلى أن يصور .
[ ص: 562 ] وقوله : {فقدرنا} أي : قدرنا الشقي والسعيد ، فنعم المقدرون ، رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقيل : المعنى : قدرنا طويلا أو قصيرا ، ونحوه . ابن مسعود
: (قدرنا) : ملكنا ، وهذا التفسير أشبه بقراءة التخفيف . ابن عباس
وحكى ، وغيره : أن التخفيف والتشديد بمعنى . الكسائي
وقوله : ألم نجعل الأرض كفاتا معنى (الكفات) : الوعاء ، يقال : (كفت الشيء) ؛ إذا جمعته ، فظهر الأرض يجمع الأحياء ، وبطنها يجمع الأموات ، قال معناه مجاهد ، وغيره .
وقوله : وجعلنا فيها رواسي شامخات أي : جبالا طوالا .
وقوله : انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب قال : هو دخان من جهنم ، ينقسم إلى ثلاث شعب ، وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم : قتادة "إن الله يظل المؤمنين حين تدنو الشمس من رؤوس الخلائق ، ويقال للكفار : انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب ، فينطلقون إلى دخان عظيم" .
وقوله : إنها ترمي بشرر كالقصر (القصر) : واحد القصور المبنية؛ والمعنى [ ص: 563 ] أن كل شررة ترمي بها جهنم في عظمها كالقصر ، روي ذلك عن ابن عباس ، وعن ومجاهد أيضا : أن (القصر) : أصول الشجر ، واحدته : (قصرة) ؛ كـ (جمرة ، وجمر) . ابن عباس
ومن قرأ بفتح الصاد؛ أراد : قصر النخل؛ أي : أعناقها ، قاله ، وقيل : (القصر) : جمع (قصرة) ؛ وهي الخشبة القصيرة . ابن عباس
ومن قرأ بكسر القاف وفتح الصاد؛ جاز أن يكون مثل : (حلقة ، وحلق) ، لحلق الحديد ، حكاه أبو الفتح ، وأبو حاتم ، قال أبو حاتم : كما قالوا : (حاجة ، وحوج) .
وقوله : كأنه جمالت صفر : قال ، وقتادة : أي : كأنه أينق سود ، وسمي الأسود من الإبل أصفر؛ لأن سواده تعلوه صفرة . مجاهد
[ ص: 564 ] وعن في ابن عباس جمالت صفر : أنها قلوس السفينة؛ أي : حبالها ، وواحد (القلوس) : (قلس) ، وعنه أيضا : أنها قطع النحاس .
ومن قرأ : {جمالات} ؛ بضم الجيم؛ فهي حبال السفينة ، يضم بعضها إلى بعض .
و (الجمالات) : يجوز أن تكون جمع (جمل) ، ويجوز أن تكون جمع (جمالة) ، [ و (جمالة) جمع (جمل) ] ، والهاء في (جمالة) لتأنيث الجمع؛ كـ (حجر ، وحجارة) .
وقوله : هذا يوم لا ينطقون : قد تقدم القول فيه .
وقوله : فإن كان لكم كيد فكيدون : (الكيد) : الحيلة؛ والمعنى : أنكم كنتم في الدنيا تعملون بالمعاصي ، وقد عجزتم الآن عنها ، وعن الدفع عن أنفسكم ، فأنتم لا تفوتون ، ولا تعجزون .
وقيل : إنه من قول النبي عليه الصلاة والسلام ، فيكون كقول هود عليه السلام : فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون [هود : 55] .
[ ص: 565 ] وقوله : كلوا وتمتعوا قليلا بعد ذكر المتقين : هو مردود إلى ما تقدم قبل ذكرهم ، وهو وعيد وتهدد .
وقوله : وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون : قال : هذا في الآخرة؛ كقوله : ابن عباس ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون [القلم : 42] .
: هو في الدنيا؛ والمراد بـ (الركوع) : قيل : الركوع نفسه ، وقيل : السجود ، وقيل : الصلاة كلها . قتادة
وتكرار ويل يومئذ للمكذبين بمعنى : تكرار التخويف والوعيد ، وقيل : ليس بتكرار؛ لأن كل واحد منها على إثر شيء غير الشيء الآخر؛ فالمعنى : ويل يومئذ للمكذبين بما تقدم ذكره .
وقوله : فبأي حديث بعده يؤمنون أي : بعد القرآن .