5296 باب في كافل اليتيم

وذكره النووي ، في (باب فضل الإحسان ، إلى الأرملة ، والمسكين ، واليتيم) .

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم النووي ، ص113 ج18 ، المطبعة المصرية

(عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كافل اليتيم ، له أو لغيره : أنا وهو كهاتين ، في الجنة" . وأشار مالك : بالسبابة والوسطى ) .

[ ص: 80 ]

التالي السابق

الشرح

[ ص: 80 ] (الشَّرْحُ)

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : كَافِلُ الْيَتِيمِ) أَيِ : الْقَائِمُ بِمَصَالِحِهِ ، وَأُمُورِهِ : مِنْ نَفَقَةٍ ، وَكُسْوَةٍ ، وَتَأْدِيبٍ ، وَتَرْبِيَةٍ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ .

وَهَذِهِ الْفَضِيلَةُ : تَحْصُلُ لِمَنْ كَفَلَهُ مِنْ مَالِ نَفْسِهِ ، أَوْ مِنْ مَالِ الْيَتِيمِ : بِوِلَايَةٍ شَرْعِيَّةٍ .

(لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ) .

فَالَّذِي لَهُ : أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا لَهُ ؛ كَجَدِّهِ ، وَأُمِّهِ ، وَجَدَّتِهِ ، وَأَخِيهِ ، وَأُخْتِهِ ، وَعَمِّهِ ، وَخَالِهِ ، وَعَمَّتِهِ ، وَخَالَتِهِ ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَقَارِبِهِ .

وَالَّذِي لِغَيْرِهِ : أَنْ يَكُونَ أَجْنَبِيًّا .

(أَنَا وَهُوَ ، كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ . وَأَشَارَ مَالِكٌ ، رَحِمَهُ اللَّهُ : بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى) .

"السَّبَّابَةُ" : هِيَ السِّبَاحَةُ الَّتِي يُشَارُ بِهَا ، فِي تَشَهُّدِ الصَّلَاةِ . وَسُمِّيَتْ بِهَا أَيْضًا : لِأَنَّهُ يُسَبُّ بِهَا الشَّيْطَانُ حِينَئِذٍ .

[ ص: 81 ] زَادَ الْبُخَارِيُّ : "وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا" . أَيْ : بَيْنَ السَّبَّابَةِ ، وَالْوُسْطَى .

قَالَ الْحَافِظُ : وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ بَيْنَ دَرَجَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، وَكَافِلِ الْيَتِيمِ : قَدْرَ تَفَاوُتِ مَا بَيْنَ السَّبَّابَةِ ، وَالْوُسْطَى . وَهُوَ نَظِيرُ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ" .

[ ص: 80 ] (الشرح)

(عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كافل اليتيم) أي : القائم بمصالحه ، وأموره : من نفقة ، وكسوة ، وتأديب ، وتربية ، وغير ذلك .

وهذه الفضيلة : تحصل لمن كفله من مال نفسه ، أو من مال اليتيم : بولاية شرعية .

(له أو لغيره) .

فالذي له : أن يكون قريبا له ؛ كجده ، وأمه ، وجدته ، وأخيه ، وأخته ، وعمه ، وخاله ، وعمته ، وخالته ، وغيرهم من أقاربه .

والذي لغيره : أن يكون أجنبيا .

(أنا وهو ، كهاتين في الجنة . وأشار مالك ، رحمه الله : بالسبابة والوسطى) .

"السبابة" : هي السباحة التي يشار بها ، في تشهد الصلاة . وسميت بها أيضا : لأنه يسب بها الشيطان حينئذ .

[ ص: 81 ] زاد البخاري : "وفرج بينهما" . أي : بين السبابة ، والوسطى .

قال الحافظ : وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكافل اليتيم : قدر تفاوت ما بين السبابة ، والوسطى . وهو نظير قوله صلى الله عليه وآله وسلم : "بعثت أنا والساعة كهاتين" .