الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [شروط الخلطة]

                                                                                                                                                                                        الخلطة تصح بخمسة : الراعي ، والفحل ، والدلو ، والمراح ، والحلاب . فإذا اجتمعت هذه الخمسة أو أكثرها كانوا خلطاء . واختلف هل تصح الخلطة [ ص: 1046 ] بأقلها : باثنين ، أو بواحد . فقال ابن القاسم وأشهب : لا يكونان خلطاء إلا أن يجتمعا في جل ذلك . وقال عبد الملك بن حبيب : أصل ما يوجب الخلطة أن يكون الراعي واحدا ؛ لأنه إذا جمعها الراعي جمعها المرعى والفحل .

                                                                                                                                                                                        وقال أبو محمد عبد الوهاب : صفة الخلطة المؤثرة : الراعي ، والفحل ، والدلو ، والمسرح ، والمبيت ، قال : وقد اختلف أصحابنا في المراعي منها . فمنهم من قال : إذا اجتمعا في وصفين فما زاد كانت خلطة . ومنهم من يقول : الاعتبار الراعي والمرعى ، ومنهم من يقول : الراعي وحده ، ومنهم من يقول : في أكثرها . وقول ابن حبيب أحسن ؛ لأن معظم الانتفاع الراعي فهي منفعة تطول ، وهي المقصودة ؛ لأنها تجتمع سائر يومها فيما تحيا به أو تزيد وتنمى به . ولا يراعى الفحل ؛ لأن حاجة الغنم إليه في بعض الأزمنة ، وقد يكون لأحد الخليطين ضأن وللآخر معز ، فلا يكون فحلها واحدا ولا يؤثر ذلك في الخلطة . والدلو أيضا غير مقصود ، وإنما يحتاج إليه في بعض الأزمنة في بعض اليوم ساعة من نهار .

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية