الثامن عشر : في قنوته- وفيه ثلاثة أنواع . 
الأول : في قنوته في الصبح .  
روى الإمام  أحمد  ،  والدارقطني  بسند جيد عن  أنس   - رضي الله تعالى عنه- قال : «ما زال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا»  . 
وروي أيضا عنه قال : «قنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر ،   وعمر ،   وعثمان ،   - وأحسبه- ورابع حتى فارقهم»  .  [ ص: 140 ] 
وروي أيضا عن  أبي الطفيل  عن  علي  ،  وعمار-  رضي الله تعالى عنهم- قال : «قام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقنت ، وروي حتى فارق الدنيا»  . 
وروى  البزار  برجال موثقون عن  أنس   - رضي الله تعالى عنه- قال : «قنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى مات ، وأبو بكر  حتى مات ،  وعمر  حتى مات»  . 
وروى محمد بن نصر  في كتاب قيام الليل عن  ابن عباس   - رضي الله تعالى عنهما- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقنت في صلاة الصبح وفي وتر الليل بهؤلاء الكلمات ، «اللهم اهدني فيمن هديت»  . 
وروى  الحاكم  وصححه ، وتعقب عن  أبي هريرة   - رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الثانية في صلاة الصبح ، يرفع يديه يدعو بهذا الدعاء : «اللهم اهدني فيمن هديت» إلى آخره . 
الثاني : في قنوته في الوتر في النصف الأخير من رمضان  ومطلقا . 
روى  ابن ماجه  عن  أبي بن كعب-  رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يوتر فيقنت قبل الركوع»  . 
وروى الإمام  أحمد  عن  الحسن بن علي   - رضي الله تعالى عنه- قال : «علمني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كلمات أقولهن في قنوت الوتر : اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت» زاد  ابن ماجه   : «سبحانك ربنا» ثم اتفقوا : «تباركت وتعاليت» . 
وروى الطيالسي ،  واللفظ له ، والأربعة دون قوله : لا أحصي ، عن  علي   - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول في الوتر : «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي نعمتك ولا ثناء عليك ، إنك كما أثنيت على نفسك»  .  [ ص: 141 ] 
وروى  الطبراني   - وقال : لم يروه عن علقمة  إلا أبو حفص عمر  ، فيحرر رجاله- . 
عن بريدة-  رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : «اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت»  . 
الثالث : في قنوته- صلى الله عليه وسلم-[في الصلوات المكتوبة]   . 
وروى الإمام  أحمد  ،  وأبو داود  ، عن  ابن عباس   - رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قنت شهرا متتابعا ، في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح في دبر كل صلاة إذا قال : «سمع الله لمن حمده» من الركعة الأخيرة ، يدعو على أحياء من سليم على رعل  وذكوان  وعصية ،  ونؤمن خلفه»  . 
وروى  الطبراني  برجال موثقين عن  البراء-  رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان لا يصلي صلاة مكتوبة إلا قنت فيها»  . 
وروى الشيخان ،  وأبو داود  ،  والنسائي  عن  أنس   - رضي الله تعالى عنه- قال : «بعث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سبعين رجلا يقال لهم «القراء» ، فذكر الحديث في قتل الكفار لهم قال : 
«فدعا عليهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شهرا في صلاة الغداة ، وذلك بدء القنوت ، وما كنا نقنت . 
قيل  لأنس   : بعد الركوع أو عند فراغ القراءة ؟ 
وفي أخرى : قنت شهرا يدعو على أحياء من العرب  . 
وفي أخرى : قنت شهرا بعد الركوع في صلاة الصبح يدعو على رعل  وذكوان  ويقول : 
«عصية عصيت الله ورسوله»  . 
وروى الشيخان عن  ابن عمر  رضي الله تعالى عنهما أنه سمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر يقول : «اللهم العن فلانا وفلانا» بعد ما يقول : «سمع  [ ص: 142 ] الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد» ، فأنزل عليه ليس لك من الأمر شيء   [آل عمران 128] إلى قوله فإنهم ظالمون   . 
وروى  البخاري  عن  أنس   ومسلم  عن  البراء بن عازب-  رضي الله تعالى عنهما «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقنت في الفجر والمغرب»  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					