الرابع : في سحوره وتأخيره إياه :
روى الإمام أحمد عن والنسائي عبد الله بن الحارث ، عن رجل من الصحابة ، عن والنسائي قال : أبي هريرة . دخلت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يتسحر ، فقال : «إن السحور بركة ، أعطاكم الله إياها ، فلا تدعوها»
وروى الإمام أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، عن وابن حبان ، رضي الله تعالى عنه- العرباض بن سارية- . دعاني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى السحور في رمضان فقال : «هلم إلى الغداء المبارك»
وروى أبو الحسن بن الضحاك ، عن رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : ابن عباس- . «أمرنا معشر الأنبياء أن نؤخر سحورنا»
وروى الإمام أحمد ، والشيخان ، وابن ماجه ، والترمذي عن والنسائي عن أنس قال : زيد بن ثابت قلت كم كان قدر ما بينهما قال قدر خمسين آية» أنس بن مالك . «تسحرنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثم قمنا إلى الصلاة ، قال
وروى عنه ، قال : النسائي إني أريد الصيام أطعمني شيئا» ، فأتيته بتمر وإناء فيه ماء وذلك بعد ما أذن أنس وقال «يا بلال انظر رجلا يأكل معي» ، فدعوت أنس فجاء ، فقال : «إني شربت شربة سويق وأنا أريد الصيام ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «وأنا أريد الصيام» ، فتسحر معه ثم قام فصلى ركعتين ، ثم خرج إلى الصلاة» . زيد بن ثابت قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وذلك عند السحور : «يا
وروى عن الإمام أحمد ، رضي الله تعالى عنه- قال : بلال- . «أتيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أوذنه بالصلاة ، وهو يريد الصيام ، فشرب ثم ناولني وخرج إلى الصلاة»
وروى عن البخاري ، رضي الله تعالى عنه- قال : سهل بن سعد- . «كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعتي أن أدرك السجود مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم-»
وروى أحمد بن منيع ، برجال ثقات ، عن وأبو يعلى ، رضي الله تعالى عنه- قال : [ ص: 418 ] بلال- . «أتيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أوذنه بالصلاة ، وهو يريد الصيام فشرب ، وناولني ، ثم خرج إلى الصلاة»
وروى من طريق البزار سوار بن مصعب ، عن رضي الله تعالى عنه- قال : علي- علقمة بن علاثة على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وجعل يأكل معه فجاءه فدعاه إلى الصلاة فلم يجب ، فرجع فمكث في المسجد ما شاء الله ، ثم رجع فقال : «الصلاة يا رسول الله ، قد والله أصبحت ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «رحم الله بلال لولا بلالا لرجونا أن يرخص لنا ما بيننا وبين طلوع الشمس» قال بلال لولا أن علي : حلف لأكل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى يقول له بلالا جبريل ارفع يدك» . دخل
وروى برجال ثقات- عن الطبراني- عامر بن مطر- رضي الله تعالى عنه- قال :
. «تسحرنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثم قمنا إلى الصلاة»
وروى برجال ثقات- عن أبو يعلى- علقمة بن سفيان الثقفي ، يأتينا بفطرنا وسحورنا ونحن في قبة قد ضربت لنا في المسجد ، فيأتينا بفطرنا وإنا لمسفرون جدا وإنا لنتمارى في وقوع الشمس لما نرى من الإسفار فيضع عشاءنا بين أيدينا فيقول : «كلوا» فنقول : بلال رده إنا نرى سفرا فيقول : ما جئتكم حتى أكل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثم يضع يده في الطعام ، فيلتقم منه ويقول : كلوا ويأتينا بسحورنا وإنا لمستدفئون ونحن نتمارى في الصبح ويقول : كلوا قد كاد الفجر يطلع فنقول : يا بلال قد أصبحنا فيقول : لقد تركت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتسحر فتسحروا» بلال . «أنه وفد إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في رمضان قال : وكان
وروى والشيخان ، الإمام أحمد ، عن وأبو داود ، رضي الله تعالى عنهما- قال : ابن عباس- المدينة» . «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول : لا يريد أن يفطر ، ويفطر حتى نقول : لا يريد أن يصوم ، وما صام شهرا متتابعا غير رمضان منذ قدم
وروى عن النسائي ، قال : قلت زر بن حبيش لحذيفة . [ ص: 419 ] «أي ساعة تسحرت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ؟ قال هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع»
الخامس : في إتمامه الصوم إذا رأى الهلال يوم الثلاثين :
روى الدارقطني ، عن والبيهقي ، رضي الله تعالى عنها- : قالت عائشة- «أصبح رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صائما صبح ثلاثين يوما فرأى هلال شوال نهارا فلم يفطر حتى أمسى» .
تنبيهات
الأول : قال في الهدي : «وإنما خص- صلى الله عليه وسلم- الفطر بما ذكر لأن إعطاء الطبيعة الشيء الحلو مع خلو المعدة أدعى إلى قبوله ، وانتفاع القوى به ، لا سيما القوة الباصرة وحلاوة المدينة التمر ، ومرباهم عليه وهو عندهم قوت وأدم ، ورطبه فاكهة وأما الماء فإن الكبد يحصل لها بالصوم نوع يبس ، فإذا رطبت بالماء كمل انتفاعها بالغذاء بعده ، ولهذا كان الأولى بالظمآن الجائع أن يبدأ بشرب قليل من الماء ، ثم يأكل بعده .
الثاني : في بيان غريب ما سبق :
السحور- بفتح السين المهملة : ما يتسحر به من الطعام ، والشراب .
الجدح- بجيم ثم دال مهملة ثم حاء مهملة : خلط الشيء بغيره ، والمراد خلط السويق بالماء وتحريكه حتى يستوي ، ومعنى الحديث : أنه- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه كانوا صياما ، فلما غربت الشمس أمره- صلى الله عليه وسلم- بالجدح ليفطروا ، فرأى المخاطب آثار الضياء والحمرة التي تبقى بعد غروب الشمس ، فظن أن الفطر لا يحصل إلا بعد ذهاب ذلك ، واحتمل عنده أنه- صلى الله عليه وسلم- لم يرها فأراد تذكيره وإعلامه ، ويؤيد هذا قوله : لتوهمه أن ذلك الضوء من النهار يجب صومه» ، وهو معنى في الرواية الأخرى : لو أمسيت ، وتكريره المراجعة لغلبة اعتقاده أن ذلك نهار يحرم الأكل فيه ، مع تجويزه أنه- صلى الله عليه وسلم- لم ينظر إلى ذلك الضوء نظرا تاما فقصد زيادة الإعلام ببقاء الضوء قاله «إن عليك نهارا النووي .
النشر : بنون مفتوحة ، فمعجمة ساكنة فزاي : المكان المرتفع ، وجبت الشمس : غابت .
حسا- بحاء ، فسين مهملتين مفتوحتين : شرب ، والحسوة بالضم : الجرعة من الشراب ، بقدر ما يحسى مرة واحدة ، وبالفتح : المرة .
الظمأ- بظاء معجمة مشالة فميم فهمزة العطش .
الأبرار- بهمزة مفتوحة ، فموحدة ساكنة ، فراءين بينهما ألف جمع بار ، وكثيرا ما يخص بالأولياء والزهاد والعباد .
علاثة- بعين مهملة مضمومة ، فلام ، فألف فمثلثة : سمن وأقط يخلط وكل شيئين خلطا .
[ ص: 420 ]