الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الرابع : في صيامه- صلى الله عليه وسلم- رجب وشعبان :

                                                                                                                                                                                                                              روى الطبراني ، من طريق يوسف بن عطية الصفار ، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لم يتم صوم شهر بعد رمضان إلا رجب وشعبان» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمامان مالك وأحمد والشيخان والأربعة عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان ولفظ ابن ماجه :

                                                                                                                                                                                                                              لم أره صام من شهر قط أكثر من صيامه في شعبان ، كان يصوم شعبان كله ، كان يصوم شعبان إلا قليلا .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : «كان يصومه إلا قليلا ، بل كان يصومه كله حتى يصله برمضان» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي عنها قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم شعبان ورمضان» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والترمذي- وحسنه- والنسائي عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه عنها قالت : «لم يكن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم من السنة شهرا تاما إلا شعبان كان يصل شعبان برمضان» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والنسائي ، عن أسامة بن زيد- رضي الله تعالى عنهما- قال : قلت يا رسول الله : لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال : «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» ، وفي لفظ «يعرض عملي» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو نعيم في «المعرفة» عنه ، قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا يدع صيام يوم الاثنين والخميس» ، فقيل يا رسول الله : ما نراك تدع صيام هذين اليومين ؟ قال : «هما يومان [ ص: 433 ] تعرض فيهما الأعمال على الله ، فأحب أن يعرض لي فيهما عمل صالح» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى- بإسناد حسن- عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- «أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يصوم شعبان كله ، قلت يا رسول الله : أحب الشهور إليك أن تصومه شعبان» قال : «إن الله يكتب كل نفس منية تلك السنة ، فأحب أن يأتيني أجلي وأنا صائم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحارث بن أبي أسامة ، عن كثير بن مرة- رحمه الله تعالى- مرسلا : أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «إن ربكم- عز وجل- يطلع ليلة النصف من شعبان إلى خلقه ، فيغفر لهم كلهم ، إلا أن يكون مشركا ، أو مصارما» ، قال : وما كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم شعبان ، فيدخل رمضان ، وهو صائم .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية