الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر مروره- صلى الله عليه وسلم- بسرف :

                                                                                                                                                                                                                              قلت : قال ابن سعد : وكان يوم الاثنين بمر الظهران فغربت له الشمس بسرف .

                                                                                                                                                                                                                              فلما كان- صلى الله عليه وسلم- بسرف حاضت عائشة وقد كانت أهلت بعمرة ، فدخل عليها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهي تبكي ، فقال : «ما يبكيك ؟ لعلك نفست ؟ » قالت : نعم ، قال : «هذا شيء كتبه الله على بنات آدم ، افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت» .

                                                                                                                                                                                                                              وقال- صلى الله عليه وسلم- لما كان بسرف لأصحابه : «من لم يكن معه هدي فأحب أن يجعلها عمرة فليفعل ، ومن كان معه هدي فلا» .

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن القيم : وهذا رتبة أخرى فوق رتبة التخيير عند الميقات ، فلما كان بمكة ، أمر أمرا حتما من لم يكن معه هدي أن يجعلها عمرة ، ويحل من إحرامه ، ومن معه هدي أن يقيم على إحرامه ، ولم ينسخ ذلك شيء البتة بل سأله سراقة بن مالك ، عن هذه العمرة التي أمرهم بالفسخ إليها هل هي لعامهم ذلك أم للأبد ؟ فقال : «بل للأبد ، وإن العمرة قد دخلت في الحج إلى يوم القيامة» .

                                                                                                                                                                                                                              وقد روى عنه- صلى الله عليه وسلم- الأمر بفسخ الحج إلى العمرة أربعة عشر من الصحابة- رضي الله تعالى عنهم- وأحاديثهم صحاح ، وسرد أسماءهم ، والدليل على صحة مذهبه في نحو عشر ورقات وسيأتي التحقيق فيه بعد تمام القصة .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية