الأصيرم عمرو بن ثابت بن وقش ذكر مقتل
ويقال : أقيش . روى عن ابن إسحاق محمود بن لبيد وأبو داود عن والحاكم رضي الله عنهما : أن أبي هريرة الأصيرم كان يأبى الإسلام على قومه ، زاد كان له رئي في الجاهلية ، فكان يمنع ذلك الرئي من الإسلام حتى يأخذه ، فجاء ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الحاكم بأحد فقال : أين ؟ فقيل : سعد بن معاذ بأحد ، فقال : أين بنو أخيه ؟ قيل : بأحد ، فسأل عن قومه فقيل : بأحد ، فبدا له في الإسلام فأسلم ، وأخذ سيفه ورمحه وأخذ لأمته وركب فرسه فعدا حتى دخل في عرض الناس ، فلما رآه المسلمون قالوا : إليك عنا يا عمرو ، قال : إني قد آمنت . فقاتل حتى أثبتته الجراحة ، فبينا رجال من بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به ، فقالوا : والله إن هذا للأصيرم ، ما جاء به ؟ لقد تركناه وإنه منكر لهذا الحديث ، فسألوه : ما جاء بك ؟ أحدب على قومك أم رغبة في الإسلام ؟ فقال : بل رغبة في الإسلام ، آمنت بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وأسلمت ثم أخذت سيفي فغدوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قاتلت حتى أصابني ما أصابني ، وإن مت فأموالي إلى محمد يضعها حيث شاء - ولفظ فجاءه أبي هريرة سعد بن معاذ فقال لأخيه : سله : حمية لقومه أو غضبا لله ورسوله ؟ فقال : بل غضبا لله ورسوله ، انتهى . ثم لم يلبث أن مات في أيديهم ، فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنه من أهل الجنة .
[ ص: 213 ] وكان رضي الله عنه يقول : حدثوني عن أبو هريرة فإذا لم يعرفه الناس سألوه من هو فيقول : هو رجل دخل الجنة ولم يصل قط أصيرم بني عبد الأشهل .
قال في الإصابة : فجمع بين الروايتين بأن الذين قالوا له أولا : «إليك عنا » قوم من المسلمين من غير قومه بني عبد الأشهل . وبأنهم لما وجدوه في المعركة حملوا إلى بعض أهله .