1504 - أحمد بن صالح ، أبو جعفر المصري:
طبري الأصل ، كان أبوه صالح جنديا من أهل طبرستان من العجم ، ولد أحمد سنة سبعين ومائة ، وكان أحد الحفاظ ، يعرف الحديث والفقه والنحو ، ورد بغداد وجرت بينه وبين مذاكرات ، وكان أحمد بن حنبل أحمد يثني عليه .
وحدث عنه: محمد بن يحيى الذهلي ، والبخاري ، وأبو زرعة ، وأبو داود ، ويعقوب بن سفيان ، وقال يعقوب: كتبت عن ألف شيخ ، أحمد بن حنبل ، وأحمد بن صالح . حجتي فيما بيني وبين الله رجلان:
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا الخطيب قال: احتج سائر الأئمة بحديث أحمد بن صالح سوى فإنه أطلق لسانه فيه وقال: ليس بثقة ، وليس الأمر على ما ذكر أبي عبد الرحمن النسائي ، ويقال: إنه كانت آفة النسائي . أحمد بن صالح الكبر وشراسة الخلق ، فقال فيه ، فإنه طرده من مجلسه؛ فلذلك فسد الحال بينهما ، وتكلم فيه . توفي النسائي أحمد في ذي القعدة من هذه السنة .
1505 - أحمد بن أبي فنن .
وصالح اسم أبي فنن ، ويكنى أحمد: أبا عبد الله ، شاعر ، مجود ، أكثر المدح [ ص: 10 ] للفتح بن خاقان ، وكان أحمر اللون .
أخبرنا القزاز ، أخبرنا الخطيب قال: أخبرني علي بن عبد الله اللغوي قال: أنشدنا محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون قال: أنشدنا قال: أنشدني أبي أبو بكر بن الأنباري لأحمد بن أبي فنن:
صحيح ود لو يمسي عليلا ليكتب هل يرى منكم رسولا أراك تسومه الهجران حتى
إذا ما اعتل كنت له وصولا يود ضنى الحياة بوصل يوم
يكون على رضاك له دليلا هما موتان موت ضنى وهجر
وموت الهجر شرهما سبيلا
صب بحب متيم صب حبيه فوق نهاية الحب
أشكو إليه طول جفوته فيقول: مت بتأثر الخطب
وإذا نظرت إلى محاسنه أخرجته عطلا من الذنب
أدميت باللحظات وجنته فاقتص ناظره من القلب
يا من لقلب صيغ من صخرة في جسد من لؤلؤ رطب
جرحت خديه بلحظي فما برحت حتى اقتص من قلبي
وأنشدني ابن أبي الفنن مما يمدحه به:
عشق المكارم فهو مشتغل بها والمكرمات قليلة العشاق
وأقام سوقا للثناء ولم تكن سوق الثناء تعد في الأسواق
بث الصنائع في البلاد فأصبحت بحبي إليه مجامد الآفاق
قبل أنامله فلسن أناملا لكنهن مفاتح الأرزاق
واذكر صنائعه فلسن صنائعا لكنهن قلائد الأعناق]
كان أميرا جليلا ، توفي في جمادى الآخرة ، وصلى عليه وبنو هاشم ، والقواد ، وكان يوما مشهودا . المستعين ،
[ ص: 12 ]
1507 - بكر بن محمد بن بقية ، وقيل: ابن محمد بن عدي ، أبو عثمان المازني النحوي .
وهذه النسبة إلى مازن شيبان ، ويقال: المازني أيضا فينسب إلى مازن الأنصار ، منهم: عبد الله بن زيد ، وعباد بن تيم ، ويقال: المازني فينسب إلى مازن قيس ، وهو مازن بن منصور أخو سليم ، وهوازن ، منهم: عتبة بن غزوان ، وعبد الله بن بشير ، وأخوه عطية . ويقال المازني وينسب إلى مازن تيم .
وروى أبو عثمان عن أبي عبيدة ، والأصمعي ، وأبي عبيدة ، وله تصانيف ، وهو أستاذ وكان يشبه الفقهاء . المبرد ،
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد [القزاز قال: أخبرنا قال: حدثني أحمد بن علي بن ثابت] الخطيب علي بن الخضر القرشي ، أخبرنا رشأ بن عبد الله المقرئ ، أخبرنا إسماعيل بن الحسن بن الفرات ، أخبرنا أحمد بن مروان المالكي ، أخبرنا محمد بن يزيد ، حدثنا قال: دخلت على أبو عثمان المازني فقال لي يا الواثق مازني ، ألك ولد؟ قلت: لا ، ولكن لي أخت بمنزلة الولد ، قال: فما قالت لك؟ قلت: ما قالت بنت الأعشى للأعشى:
فيا أب لا تنسنا غائبا فإنا بخير إذا لم ترم
أرانا إذا أضمرتك البلا ـد تجفى وتقطع منا الرحم
ثقي بالله ليس له شريك ومن عند الخليفة بالنجاح
قال المصنف: وقد رويت لنا هذه الحكاية على وجه آخر: وأن قال: قصد بعض أهل الذمة أبا العباس المبرد أبا عثمان المازني ليقرأ عليه كتاب وبذل له مائة [ ص: 13 ] دينار على تدريسه إياه ، فامتنع سيبويه ، أبو عثمان من ذلك . قال: فقلت له: جعلت فداك ، أترد هذه النفقة مع فاقتك وشدة إضاقتك؟ فقال: إن هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة وكذا وكذا آية من كتاب الله تعالى ، ولست أرى أن أمكن منها ذميا؛ غيرة على كتاب الله عز وجل وحمية له . قال: فاتفق أن غنت جارية بحضرة بقول الواثق العرجي:
أظلوم إن مصابكم رجلا أهدى السلام تحية ظلم
قال أبو العباس: فلما عاد إلى البصرة قال: كيف رأيت يا أبا العباس رددنا مائة فعوضنا الله ألفا .
توفي المازني في هذه السنة ، وقيل: سنة سبع وأربعين .
1508 - جعفر بن علي بن السري بن عبد الرحمن أبو الفضل ، المعروف بجعيفران ، الشاعر .
ولد ببغداد ونشأ بها وأبوه من أبناء خراسان ، وكان جعفر من أهل الفضل والأدب ، ووسوس في أثناء عمره .
أخبرنا منصور ، أخبرنا الخطيب ، أخبرنا محمد بن الحسين الجازري ، حدثنا حدثنا المعافى بن زكريا ، محمد بن عبد الواحد أبو عمر اللغوي قال: سمعت أحمد بن سليمان العبدي قال: حدثني خالد الكاتب قال: ارتج علي وعلى دعبل وآخر من [ ص: 14 ] الشعراء نصف بيت قلناه جميعا ، وهو قولنا: يا بديع الحسن ، فقلنا: ليس لنا إلا جعيفران الموسوس فجئناه فقال: ما تبغون؟ قال خالد: جئناك في حاجة . قال: لا تؤذوني فإني جائع . فبعثنا فاشترينا له خبزا ومالحا ، وبطيخا ورطبا ، فأكل وشبع ، ثم قال لنا: هاتوا حاجتكم . قلنا له: قد اختلفنا في بيت وهو:
يا بديع الحسن حاشى لك من هجر بديع
وبحسن الوجه عوذ تك من سوء الصنيع
ومن النخوة يستعـ فيك لي ذل الخضوع
لا يعب بعضك بعضا كن جميلا في الجميع
سمع من الشافعي ، وجماعة . وصنف في الفروع والأصول ، إلا أنه تكلم في اللفظ ، وقال: لفظي بالقرآن مخلوق . فتكلم فيه ويزيد بن هارون أحمد ونهى عن كلامه ، وقال: هذا مبتدع فحذره . وأخذ هو يتكلم في أحمد فقوي إعراض الناس عنه .
وقيل إن ليحيى بن معين: حسينا يتكلم في أحمد . فقال: ومن حسين ، إنما يتكلم في الناس أشكالهم .
توفي حسين في هذه السنة .
1510 - الحسين بن علي بن يزيد بن سليم الصدائي:
[ ص: 15 ]
روى عن حسين الجعفري ، والخريبي ، روى عنه ابن أبي الدنيا ، وابن صاعد ، وكان ثقة ، وكان والمحاملي ، حجاج بن الشاعر يمدحه ويقول: هو من الأبدال .
توفي في رمضان هذه السنة .
1511 - عيسى بن حماد -زغبة- بن مسلم بن عبد الله ، أبو موسى:
آخر من روى عن [وهو] من الثقات . جاز تسعين سنة . الليث بن سعد ،
وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة .
1512 - محمد بن حميد بن حيان ، أبو عبد الله الرازي:
روى عن ابن المبارك ، وجرير بن عبد الحميد ، وحكام بن سلم ، وغيرهم . روى عنه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، والبغوي ، وغيرهم . والباغندي ،
وقال يحيى: ليس به بأس . وقال هو كثير المناكير ، وقال يعقوب بن شيبة: في حديثه نظر . وكان البخاري: في آخرين يقولون: هو ضعيف جدا ، يحدث بما لم يسمعه ، ويأخذ أحاديث أبو حاتم الرازي البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين . فقال صالح بن محمد الملقب جزرة: ما رأيت أجرأ على الله منه ، كان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضها على بعض .
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: هو رديء المذهب ، غير ثقة . وقال إسحاق بن منصور: وقال أشهد بين يدي الله أنه كذاب . أبو زرعة: كان كذابا يتعمد . وقال ليس بثقة . وتوفي في هذه السنة . النسائي: