باب إسحاق عليه الصلاة والسلام ذكر
زعم أن الضحاك بن مزاحم إسحاق أول مرسل بعد إبراهيم ، قال: ولم يمت إبراهيم حتى بعث إسحاق إلى أرض الشام ، وبعث يعقوب بن إسحاق إلى كنعان ، وبعث إسماعيل إلى جرهم ، وبعث لوط إلى سدوم .
قال: وكان هؤلاء كلهم أحياء على عهد إبراهيم [وكان إبراهيم] قد زوج ابنه إسحاق أروقة بنت بتاويل بن ناحور بن آزر ، فولدت لإسحاق العيص ويعقوب وهو ابن ستين سنة .
فأما العيص فإنه تزوج بنت عمه إسماعيل ، وولدت له الروم ، وكل بني الأصفر من ولده . وإنما سمي ولد ولده الأصفر؛ لأنه كان فيه أدمة . وكثر أولاده حتى غلبوا الكنعانيين بالشام ، وصاروا إلى البحر والسواحل وناحية الإسكندرية ، وصار الملوك من ولده ، وهم اليونانية ، وسيأتي ذكر يعقوب إن شاء الله تعالى .
وقد ذكر وغيره: أن السدي عيصا ويعقوب اعترضا في بطن أمهما وكانا توأما ، فقال العيص: أنا أخرج قبلك ، فخرج فسمي عيصا ، وسمي يعقوب؛ لأنه تبعه .
[ ص: 308 ]
قال المصنف: ومثل هذا قبيح أن يذكر؛ لأن يعقوب اسم أعجمي ليس بمشتق من العقب ، ولا عيصا من المعصية ، وإثبات خصومة بين حملين من أبعد الأشياء ، قد نزهت كتابنا عن مثل هذه الأشياء التي تملأ مثلها التواريخ والمبتدءات .
قال علماء السير: عاش إسحاق مائة وستين سنة ، وتوفي بفلسطين ، ودفن عند قبر أبيه إبراهيم .
وانتقل الملك إلى ولد إسحاق ، فملك منهم ملوك . وكان من زمن كيومرت إلى انتقال الملك إلى ولد إسحاق ألف سنة وتسعمائة واثنتان وعشرون سنة .
[ ص: 309 ]