ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين ومائة
فمن الحوادث فيها:
حتى نزل بعسكره عند المنصور جسر البصرة الأكبر ، وبنى لهم قبلتهم التي يصلون إليها في عيدهم بالحمان ، خروج عيسى بن عمرو الكندي على البصرة ، ومعن بن زائدة على اليمن . واستعمل
عمر بن حفص بن أبي صفرة عاملا على السند والهند ، ومحاربا لعيينة بن موسى ، فسار حتى ورد ووجه السند ، وغلب عليها .
وفي هذه السنة:
إصبهبذ طبرستان العهد بينه وبين المسلمين وقتل من كان ببلاده من المسلمين . نقض
وكان من حديثه أن أبا جعفر لما انتهى إليه خبر الإصبهبذ وما فعل بالمسلمين وجه إليه جماعة منهم أبو الخصيب ، فأقاموا على حصنه محاصرين له ولمن معه في حصنه ، فطال عليهم المقام ، فاحتال أبو الخصيب فقال لأصحابه: اضربوني واحلقوا رأسي ولحيتي . ففعلوا ذلك به ، ولحق بالإصبهبذ صاحب الحصن ، فقال له: إنه ركب مني أمر عظيم ، وإنما فعلوا بي هذا تهمة لي أن يكون هواي معك ، فأخبره أنه معه ، وأنه دليل على عورة عسكرهم . فقبل ذلك الإصبهبذ وجعله في خاصته ، وألطفه ، وكان على باب مدينتهم من حجر يلقى إلقاء ، تدفعه الرجال وتضعه عند فتحه وإغلاقه . وكان قد وكل به الإصبهبذ ثقات أصحابه ، وجعل ذلك نوبا بينهم ، وجعل أبو الخصيب فيمن ينوب عن [ ص: 37 ] ذلك ، فكتب إلى أصحابه ، وجعل الكتاب في نشابة ورماها إليهم ، وأعلمهم أنه قد ظفر بالحيلة ، ووعدهم ليلة سماها في فتح الباب ، فلما كانت الليلة فتح لهم ، فقتلوا من فيها من المقاتلة ، وسبوا الذراري ، فظفروا بأم منصور بن المهدي ، وأم إبراهيم بن المهدي . فمص الإصبهبذ خاتما له كان فيه سم فقتل نفسه .
وقيل: إن هذا كان سنة ثلاث وأربعين .