ثم دخلت سنة ثلاث وستين ومائة 
فمن الحوادث فيها: 
هلاك المقنع ،   وذلك أن سعيدا الحرشي  حصره بكش  فاشتد عليه الحصار ، فلما أحس بالهلكة شرب سما وسقاه نساءه ، فمات ومتن ، فدخل المسلمون قلعته فاجتزوا رأسه ووجهوا به إلى  المهدي   . 
وفيها: قطع  المهدي  البعوث للصائفة على جميع الأجناد من أهل خراسان  وغيرهم ، وخرج فعسكر بالبردان  فأقام بها نحوا من شهرين يتهيأ ويعطي الجنود ، وأخرج بها صلات لأهل بيته الذين خرجوا معه . 
وتوفي عيسى بن علي  في آخر جمادى الآخر . 
وخرج  المهدي  من الغد من البردان  متوجها إلى الصائفة ، واستخلف بمدينة السلام  ابنه موسى ،  وكاتبه يومئذ أبان بن صدقة ،  وعلى خاتمه عبد الله بن علاثة ،  وعلى حرسه علي بن عيسى ،  وعلى شرطته عبد الله بن خازم ،  وإنما خرج مشيعا لولده هارون ،  وضم إليه الربيع ،  والحسن بن قحطبة ،  وخالد بن برمك ،  والحسن  وسليمان  ابني برمك .  ووجه معه على أمر العسكر ونفقاته والقيام مع ابنه هارون  بإمرة  يحيى بن خالد ،  وكان أمر هارون  كله إليه ، ففتح الله عليهم فتوحا كثيرة .  [ ص: 264 ] 
وفي مسير  المهدي  مع ابنه هارون  عزل عبد الصمد بن علي  عن الجزيرة  وولى مكانه زفر بن عاصم الهلالي .  وكان السبب أن  المهدي  سلك في سفرته هذه طريق الموصل  وعلى الجزيرة  عبد الصمد ،  فلما بلغ أرض الجزيرة  ولم يتلقه عبد الصمد  ولا هيأ له ، ولا أصلح القناطر ، فاضطغن ذلك عليه ، فلما لقيه تجهمه وأظهر له جفاء فبعث إليه عبد الصمد  بألطاف لم يرضها ، فردها وازداد عليه سخطا ، وأغلظ له ، فرد عليه عبد الصمد ،  فأمر بحبسه وعزله عن الجزيرة ،  ولم يزل في حبسه إلى أن رضي عنه . 
وأتي  المهدي  وهو بحلب  بزنادقة فقتلهم وصلبهم وقطع كتبا كانت معهم ، ثم عرض بها جنده ، وأمر بالرحلة وأشخص جماعة ومن وافاه من أهل بيته مع ابنه هارون  إلى الروم  وشيع  المهدي  ابنه هارون  حتى قطع الدروب ، وبلغ جيحان  وارتاد بها المدينة التي تسمى المهدية ،  وودع هارون  على نهر جيحان ،  فسار هارون  حتى نزل رستاقا من رساتيق أرض الروم ،  فيه قلعة ، فأقام عليها ثمانيا وثلاثين ليلة ، ونصب عليها المجانيق ، ففتحها الله تعالى بعد أن أصاب الناس - يعني أهلها - عطش وجوع ، وأصاب المسلمين قتل وجراح ، وقفل هارون  بالمسلمين . 
وفي هذه السفرة صار  المهدي  إلى بيت المقدس  فصلى فيه . 
وفيها: ولى  المهدي  ابنه هارون  المغرب  كله وأذربيجان  وأرمينية  وجعل كاتبه على الخراج ثابت بن موسى ،  وعلى رسائله  يحيى بن خالد بن برمك   . 
وفيها: عزل زفر بن عاصم  عن الجزيرة ،  وولى مكانه عبد الله بن صالح بن علي .  
وعزل معاذ بن مسلم  عن خراسان ،  ووليها المسيب بن زهير ،  وعزل يحيى الحرشي  عن أصبهان ،  وولى الحكم بن معبد  مكانه . 
وعزل سعيد بن دعلج  عن طبرستان  والرويان ،  ووليها عمر بن العلاء .  وعزل  [ ص: 265 ] مهلهل بن صفوان  عن جرجان ،  ووليها هشام بن سعيد   . 
وفيها: حج بالناس علي بن المهدي   . 
وكان على مكة  والمدينة  والطائف  واليمامة  جعفر بن سليمان  وعلى الصلاة والأحداث بالكوفة  إسحاق بن الصباح الكندي ،  وعلى قضائها شريك ،  وعلى البصرة  وأعمالها ، وكور دجلة  والبحرين ،  وعمان ،  وكور الأهواز ،  وكور فارس:  محمد بن سليمان ،  وعلى خراسان  المسيب بن زهير ،  وعلى السند  نصر بن محمد بن الأشعث   . 
				
						
						
