فمن الحوادث فيها:
توجيه المهدي ابنه موسى في جند كثيف إلى جرجان للحرب .
وفيها: جد المهدي في طلب الزنادقة والبحث عنهم في الآفاق وقتلهم ، وولى أمرهم عمر الكلواذي ، فأخذ يزيد بن الفيض كاتب المنصور ، فأقر فحبس فهرب من الحبس .
أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: اتهم المهدي صالح بن عبد القدوس البصري بالزندقة ، فأمر بحمله إليه فأحضر ، فلما خاطبه أعجب بغزارة علمه وأدبه وحسن ثيابه فأمر بتخلية سبيله ، فلما ولى رده فقال: ألست القائل:
والشيخ لا يترك أخلاقه حتى يوارى في ثرى رمسه إذا ارعوى عاد إلى جهله
كذا الضنى عاد إلى نكسه
قال ابن ثابت: وقيل إنه بلغه عنه أبيات يعرض فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ويقال: إنه كان مشهورا بالزندقة وله مع أبي الهذيل العلاف مناظرات . [ ص: 288 ]
وفيها: عزل المهدي أبا عبيد الله معاوية بن عبيد الله عن ديوان الرسائل ، وولاه الربيع الحاجب ، واستخلف سعيد بن واقد عليه ، وكان أبو عبيد الله يدخل على مرتبته .
وفيها: أمر المهدي بالزيادة في المسجد الحرام ، فدخلت فيه دور كثيرة ، وولى بناء ما زيد فيه يقطين بن موسى ، فلم يزل في بنائه حتى توفي المهدي .
وفيها: عزل يحيى الحرشي عن طبرستان والرويان ، وما كان إليه من تلك الناحية وولاها عمر بن العلاء ، وولى جرجان فراشة مولى المهدي .
وفيها: أظلمت الدنيا ظلمة شديدة لليال بقين من ذي الحجة حتى تعالى النهار فكشف الله تعالى ذلك . وأصاب الناس غير مرة تراب أحمر يجدونه في فرشهم ، وعلى وجوههم ، وظهر سعال شديد ، وفشا الموت [والوباء] ببغداد والبصرة .
وفيها: حج بالناس إبراهيم بن يحيى بن محمد وهو على المدينة ، ثم توفي بعد فراغه من الحج ، وقدومه المدينة بأيام ، وولي مكانه إسحاق بن عيسى بن علي ، وكان العامل على مكة والطائف عبيد الله بن قثم ، وعلى اليمن سليمان بن يزيد الحارثي ، وعلى اليمامة عبيد الله بن مصعب الزبيري ، وعلى صلاة الكوفة وأحداثها محمد بن سليمان . وعلى قضائها عمر بن عثمان التيمي ، وعلى كور دجلة وأعمال البصرة والبحرين وعمان وكور الأهواز وفارس وكرمان المعلى مولى المهدي ، وعلى خراسان وسجستان الفضل بن سليمان الطوسي ، وعلى مصر موسى بن مصعب وعلى إفريقية يزيد بن حاتم ، وعلى طبرستان والرويان عمرو بن العلاء ، وعلى جرجان ودنباوند وقومس فراشة ، وعلى الري سعيد مولى المهدي . [ ص: 289 ]


