939 - بكر بن مضر بن محمد بن حكيم ، أبو عبد الملك ، مولى ربيعة بن شرحبيل بن حسنة
ولد سنة مائة ، وكان عابدا ، وتوفي يوم عرفة من هذه السنة .
940 - . عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرغان ، أبو عبد الرحمن الحضرمي
ولد سنة سبع وتسعين . وروى عن مشرح بن هاعان ، وغيره . وكان قاضي مصر ، وروى عنه : الليث ، . وابن المبارك
وتوفي في ربيع الأول من هذه السنة ، وكان ضعيفا .
941 - عبد الرحمن بن أبي الزناد ، يكنى : أبا عبد الله .
توفي في هذه السنة .
942 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد
- واسم أبي الزناد : عبد الله بن ذكوان - مولى رملة بنت شيبة ، وكنية محمد : أبو عبد الله ، المديني .
كان يطلب الحديث مع أبيه ، ولقي عامة شيوخه ، وكان بينهما في السن سبع عشرة سنة ، وحديثه قليل ، روى عنه محمد بن عمر الواقدي . وكان عالما بالقراءة [ ص: 5 ] والحديث ، والفرائض ، والحساب ، والعروض .
توفي في هذه السنة وهو ابن أربع وخمسين سنة ، ومات أبوه قبله بإحدى وعشرين ليلة ، ودفنا في مقابر باب التين . وقيل : في مقبرة الخيزران .
943 - منصور ، مولى عيسى بن جعفر ، ولقبه : زلزل فغلب عليه ونسي اسمه .
وكان يضرب بالعود ، فيضرب به المثل ، وعمل ببغداد بركة للسبيل كان يضرب بها المثل .
أخبرنا قال : أخبرنا أبو منصور القزاز [ أبو بكر ] أحمد [بن علي ] الخطيب قال : أنشدنا الحسن بن أبي بكر قال : أنشدنا أبي قال : أنشدنا إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه لنفسه :
لو أن زهيرا وامرأ القيس أبصرا ملاحة ما تحويه بركة زلزل لما وصفا سلمى ولا أم سالم
ولا أكثرا ذكر الدخول فحومل
أخبرنا محمد بن أبي طاهر البزاز قال : أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا قال : أخبرنا أبو عمر بن حيوية أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان قال : أخبرنا أبو العباس المروزي قال : حدثني المفضل قال : حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي ، عن أبيه قال : قال لي زلزل : عندي جارية من حالها من قصتها قد علمتها الغناء . فكنت أشتهي أن أراها ، وأستحي أن أسأله ، فلما توفي زلزل بلغني أن ورثته يعرفون الجارية ، فصرت إليهم ، فأخرجوها فإذا هي جارية كاد الهزال يكويها ، لولا ما تم منها ونقص منه ، فقلت لها : غني ، فغنت وعيناها تذرفان ، ثم شهقت ، ظننت أن نفسها قد خرجت . فركبت من ساعتي ، فدخلت على أمير المؤمنين ، فأخبرته خبرها ، فأمر بإحضارها ، فلما دخلت عليه قال : غني . فغنت وجعلت تريد البكاء ، فتمنعها هيبة أمير المؤمنين ، [ ص: 6 ] فرحمها وأعجب بها ، وقال : أتحبين أن أشتريك ؟ فقالت : يا سيدي ، أما إذ خيرتني فقد وجب نصحك علي ، والله لا يشتريني أحد بعد زلزل فينتفع بي . فأمر بشرائها وأعتقها وأجرى عليها رزقا .
وفي رواية أخرى : أنه قال : أتحبين أن أشتريك ؟ فقالت : يا أمير المؤمنين ، لقد عرضت علي ما يقصر عنه الأمل ، ولكن ليس من الوفاء أن يملكني أحد فينتفع بي . فزاد رقة عليها ، وقال : غني [صوتا ] فغنت :
العين تظهر كتماني وتبديه والقلب يكتم ما ضمنته فيه
وكيف ينكتم المكنون بينهما والعين تظهره والقلب يخفيه
فاشتراها وأعتقها ، وأجرى عليها إلى أن مات .
944 - عابد مصري مبتلى .
أخبرنا قال : أخبرنا عبد الوهاب الأنماطي أبو الحسين بن عبد الجبار قال : أخبرنا أحمد بن علي التوذي قال : أخبرنا عمر بن ثابت [قال : ] أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس [قال : ] حدثنا [قال : ] حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا علي بن الحسين ، عن موسى بن عيسى ، عن ، عن الوليد بن مسلم قال : حدثني بعض الحكماء قال : خرجت وأنا أريد الرباط ، حتى إذا كنت بعريش الأوزاعي مصر أو دونه إذا أنا بمظلة ، وإذا فيها رجل قد ذهبت يداه ورجلاه وبصره ، وإذا هو يقول : اللهم إني أحمدك حمدا يوافي محامد خلقك ، كفضلك على سائر خلقك ، إذ فضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا .
فقلت : والله لأسألنه أعلمه أم ألهمه ، فدنوت منه ، فسلمت عليه فرد علي السلام فقلت له : إني سائلك عن شيء تخبرني به . قال : إن كان عندي منه علم أخبرتك . فقلت : على أي نعمة من نعمه تحمده أم على أي فضيلة تشكره ؟ قال : أليس ترى ما قد صنع بي ؟ قلت : بلى . قال : فوالله لو أن الله عز وجل صب علي السماء نارا فأحرقتني ، وأمر الجبال فدمرتني ، وأمر البحار فغرقتني ، وأمر الأرض فخسفت بي ، ما ازددت له إلا حبا [ ص: 7 ] وشكرا وإن لي إليك حاجة . قلت : وما هي ؟ قال : كان لي من يتعاهدني في وقت صلاتي ويطعمني عند إفطاري ، وقد فقدته منذ أمس ، انظر [لي ] ، هل تحسه لي . فقلت : إن في قضاء حاجة هذا العبد لقربة إلى الله تعالى ، فخرجت في طلبه حتى إذا كنت في كثبان من رمل ، إذا سبع قد افترس الغلام فأكله ، فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، كيف آتي هذا العبد الصالح من وجه رقيق فأخبره الخبر لئلا يموت ، فأتيته ، فسلمت عليه ، فرد علي السلام ، فقلت له : إني سائلك عن شيء ، أتخبرني به ؟ قال : إن كان عندي منه علم أخبرتك به . قلت : أنت أكرم على الله عز وجل منزلة أم أيوب عليه السلام ؟ قال : بل أيوب عليه السلام كان أكرم على الله عز وجل مني ، وأعظم منزلة . فقلت : أليس [قد ] ابتلاه فصبر ، حتى استوحش منه من كان يأنس به ، وصار غرضا لمرار الطريق ؟ فقال : بلى . قلت : إن ابنك الذي أخبرتني من قصته ما أخبرتني ، خرجت في طلبه ، حتى إذا كنت بين كثبان رمل ، إذا أنا بالسبع قد افترس الغلام وأكله . فقال : الحمد لله الذي لم يجعل في قلبي حسرة من الدنيا . ثم شهق شهقة فمات . فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، من يعينني على غسله وتكفينه ودفنه . فبينا أنا كذلك إذا بركب يريدون الرباط ، فأشرت إليهم فأقبلوا ، فقالوا : ما أنت وهذا ؟
فأخبرتهم بالذي كان من أمره ، فثنوا رحلهم فغسلناه بماء البحر ، وكفناه بأثواب كانت معهم ، ووليت الصلاة عليه من بينهم ، ودفناه في مظلته تلك ، ومضى القوم إلى [ ص: 8 ] رباطهم ، وبت في مظلته تلك الليلة آنسا به .
فلما مضى من الليل مثل ما بقي ، إذا أنا بصاحبي في روضة خضراء عليه ثياب خضر قائما يتلو الوحي ، فقلت : أليس أنت صاحبي ؟ قال : بلى . قلت : فما الذي صيرك إلى ما أرى ؟ قال : وردت من الصابرين على درجة لم ينالوها إلا بالصبر عند البلاء ، والشكر عند الرخاء .
فقال ما زلت أحب أهل ذلك البلاء منذ حدثني الحكيم بهذا الحديث . الأوزاعي