ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر  
1008 - عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس   . 
روى عن أبيه ، ولد سنة أربع ومائة ، وكان عظيم الخلق ، وكانت فيه عجائب : 
منها : أنه حج  يزيد بن معاوية  سنة خمسين ، وحج عبد الصمد  بالناس سنة خمسين ومائة . كذلك ذكره  أبو بكر الخطيب   . 
وقال  الزبير بن بكار   : حج يزيد  بالناس سنة خمسين ، وعبد الصمد سنة خمسين إحدى ومائة وكان بين حجهما [مائة سنة على قول الخطيب  ، وهما في النسب إلى عبد مناف سواء ، لأن يزيد هو ابن معاوية بن صخر بن حرب بن أمية بن  [ ص: 105 ] عبد شمس بن عبد مناف   . وعبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف   ] . 
ومنها : أنه ولد سنة أربع ومائة ، وتوفي سنة خمس وثمانين . 
وولد أخوه محمد بن علي  سنة ستين ، وكانت بينه وبين أخيه في المولد أربع وأربعون سنة . 
وتوفي محمد بن علي  سنة ست وعشرين ، وتوفي عبد الصمد  سنة خمس وثمانين ، وكان بينهما في الوفاة تسع وخمسون سنة . 
ومنها : أنه ولد عبد الله بن الحارث  على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو وعبد الصمد  إلى عبد مناف سواء . 
ومنها : أنه أدرك [أبا ] العباس وهو ابن أخيه ، وأدرك  المنصور  وهو ابن أخيه ، ثم أدرك  المهدي  وهو عم أبيه ، ثم أدرك الهادي وهو عم جده ، ثم أدرك  الرشيد   . 
وقال يوما للرشيد : يا أمير المؤمنين ، هذا مجلس فيه أمير المؤمنين ، وعم أمير المؤمنين ، وعم عمه ، وعم عم عمه ، وذلك أن سليمان بن جعفر  عم  الرشيد   . والعباس بن محمد بن علي عم سليمان  ، وعبد الصمد عم العباس   . 
ومنها : أنه مات بأسنانه التي ولد بها ولم تتغير ، وكانت أسنانه قطعة واحدة من أسفل . 
ومنها : أنه طارت ريشتان إلى عينيه فذهب بصره . 
 [ ص: 106 ] أخبرنا  عبد الرحمن بن محمد القزاز  قال : أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت  قال : حدثني عبد العزيز بن علي الوراق  قال : حدثنا أبو موسى هارون بن عيسى الخطيب  قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام  قال : حدثني أبي قال : حدثنا جدي محمد بن إبراهيم  الإمام - وكان يجلس لولده وولد ولده في كل يوم خميس يعظهم ويحدثهم - قال : أرسل إلي  المنصور  بكرة واستعجلني الرسول فدخلنا ، فإذا الربيع  واقف عند الستر ، وإذا  المهدي  ولي العهد في الدهليز جالس ، وإذا عبد الصمد بن علي  ، وداود بن علي  ، وإسماعيل بن علي   [وسليمان بن علي   ] ، وجعفر بن محمد بن علي بن الحسين  ، وعبد الله بن حسن بن حسن  ، والعباس بن محمد  ، فقال الربيع   : اجلسوا مع بني عمكم فجلسنا ، ثم دخل الربيع وخرج ، وقال للمهدي   : ادخل أصلحك الله . ثم خرج ، فقال : ادخلوا جميعا . [فدخلنا ] فسلمنا ، وأخذنا مجالسنا ، فقال للربيع : هات دوى وما يكتبون فيه . فوضع بين يدي كل واحد منا دواة وورقا ، ثم التفت إلى عبد الصمد بن علي  فقال : يا عم ، حدث ولدك وإخوتك ، وبني أخيك بحديث البر والصلة . 
فقال عبد الصمد بن علي   : حدثني أبي ، عن جدي  عبد الله بن عباس ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :  "إن البر والصلة ليطيلان في الأعمار ، ويعمران الديار ، ويثريان الأموال ، ولو كان القوم فجارا  " . ثم قال : يا عم ، الحديث الآخر . 
فقال عبد الصمد   : حدثني أبي ، عن جدي  عبد الله بن عباس  قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم  : "إن البر والصلة ليخففان سوء الحساب يوم القيامة " ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم  [ ص: 107 ] والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب   . 
فقال  المنصور   : يا عم ، الحديث الآخر . 
فقال عبد الصمد   : حدثني أبي ، عن جدي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :  "كان في بني إسرائيل ملكان أخوان على مدينتين ، وكان أحدهما بارا برحمه ، عادلا على رعيته ، وكان الآخر عاقا برحمه ، جائرا على رعيته ، وكان في عصرهما نبي ، فأوحى الله تعالى إلى ذلك النبي أنه قد بقي من عمر هذا البار ثلاث سنين ، وبقي من هذا العاق ثلاثون سنة . قال : فأخبر النبي رعية هذا ورعية هذا ، فأحزن ذلك رعية العادل ، وأحزن ذلك رعية الجائر ، قال : ففرقوا بين الأطفال والأمهات ، وتركوا الطعام والشراب ، وخرجوا إلى الصحراء يدعون الله أن يمتعهم بالعادل ، ويزيل عنهم أمر الجائر [فأقاموا ثلاثا ، ] فأوحى الله إلى ذلك النبي أن أخبر عبادي أني قد رحمتهم ، وأجبت دعاءهم ، فجعلت ما بقي من عمر هذا البار لذلك الجائر ، وما بقي من عمر الجائر لهذا البار . قال : فرجعوا إلى بيوتهم ، ومات العاق لتمام الثلاث سنين ، وبقي العادل فيهم ثلاثين سنة ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير   . 
ثم التفت  المنصور  إلى جعفر بن محمد  ، فقال : يا أبا عبد الله حدث بني عمك وإخوتك بحديث أمير المؤمنين  علي [بن أبي طالب  رضي الله عنه ] عن النبي صلى الله عليه وسلم في البر . 
 [ ص: 108 ] فقال جعفر بن محمد   : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن  علي بن أبي طالب  رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  "ما من ملك يصل رحمه وذا قربته ويعدل في رعيته إلا شيد الله ملكه ، وأجزل له ثوابه ، وأكرم ما به ، وخفف حسابه  " . توفي عبد الصمد  في هذه السنة بالجدري ، وصلى عليه  الرشيد  ليلا ، ودفن في باب البردان ، وله إحدى وثمانون سنة . 
1009 - عباد بن العوام بن عبد الله ، أبو سهل الواسطي   . 
سمع حصين بن عبد الرحمن  ،  وسعيد بن أبي عروبة   . 
روى عنه : أبو نعيم ،  وأحمد بن حنبل  ، وكان ثقة صدوقا . 
أخبرنا القزاز  قال : أخبرنا [  أحمد بن علي بن ثابت ] الخطيب  قال : أخبرنا الجوهري  قال : حدثنا محمد بن العباس  قال : حدثنا أحمد بن معروف  قال : حدثنا الحسين بن الفهم  قال : حدثنا محمد بن سعد  قال : عباد بن العوام  كان من أهل واسط  ، وكان يتشيع ، فأخذه هارون  أمير المؤمنين فحبسه زمانا ، ثم خلى عنه ، فأقام ببغداد  ، وكان ينزل بالكرخ  على نهر البزازين . 
توفي في هذه السنة . وقيل : في سنة ست وثمانين . وقيل : في سنة تسع . وقيل : في سنة ثلاث . 
1010 - محمد بن إبراهيم ، المعروف بالإمام ، ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس   . 
كان يلي إمارة الحج والمسير بالناس إلى مكة  وإقامة المناسك في خلافة  المنصور  عدة سنين . 
 [ ص: 109 ] وتوفي ببغداد  في خلافة  الرشيد  لإحدى عشرة بقيت من شوال هذه السنة . 
وكان  الرشيد  إذ ذاك قد شخص إلى الرقة  ، فصلى عليه  الأمين  ، ودفن في المقبرة المعروفة بالعباسية بباب الميدان . 
1011 - محمد بن إبراهيم ، المعروف بالإمام بن الحسن ، أبو بكر الهذلي   . 
كان هروي الأصل ، وهو أخو أبي معمر إسماعيل  وأبي الهذيل إسحاق .  
سمع من  سفيان بن عيينة  وغيره . 
وقال موسى بن هارون الحافظ   : هو صدوق لا بأس به . 
 [ ص: 110 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					