1245 - جعفر بن [عيسى] بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحسن البصري ، ويعرف بالحسني .
ولي القضاء بالجانب الشرقي من بغداد في أيام المأمون والمعتصم ، وحدث عن حماد بن زيد ، وجعفر بن سليمان ، وغيرهما ، وقال ولي قضاء أبو زرعة الرازي: الري ، وهو صدوق . وقال جهمي ضعيف . أبو حاتم الرازي:
أخبرنا قال: أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر [أحمد] بن علي بن ثابت ، علي بن الحسن أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: شخص عن المأمون مدينة السلام فيما أخبرني به محمد بن جرير إجازة ، يعني إلى بلد الروم ، ومعه يحيى بن [ ص: 45 ] أكثم يوم السبت لثلاث بقين من المحرم سنة خمس عشرة ومائتين ، فاستخلف على الجانب الشرقي يحيى بن أكثم جعفر بن عيسى البصري الحسني ، ثم أشخص المأمون الحسني إليه ، فاستخلف مكانه هارون بن عبد الله الزهري ، ثم عزل وأعاد الزهري ، الحسني .
توفي الحسني وهو قاضي في رمضان هذه السنة ، وأوصى أن يدفن في مقابر الأنصار ، فدفن هنالك ، وصلى عليه المعتصم أبو علي ابن هارون الرشيد .
1246 - صالح بن نصر بن مالك بن الهيثم ، أبو الفضل الخزاعي .
وهو أخو أحمد بن نصر الشهيد . سمع ابن أبي ذئب ، وشعبة ، وشريك بن عبد الله ، روى عنه: وإسماعيل بن عياش ، خالد بن خداش ، والدوري ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وكان ثقة .
توفي ببغداد في هذه السنة .
1247 - عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة أبو محمد .
كان ثقة فاضلا خيرا كثير المال ، حدث بمصر . وتوفي بها في ربيع الآخر من هذه السنة .
1248 - علي بن عبيدة ، أبو الحسن الكاتب ، المعروف بالريحاني .
له أدب وفصاحة وبلاغة ، وحسن عبارة ، وله كتب في الحكم والأمثال ، رأيت منها جملة ، وكان له اختصاص وحكى بالمأمون . أنه كان يرمى بالزندقة . أبو بكر الخطيب
أخبرنا قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أحمد بن علي قال: أخبرنا [ ص: 46 ] الجوهري ، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى حدثنا عبيد الله بن محمد بن أبي سعيد ، حدثنا أحمد بن أبي طاهر ، حدثنا علي بن عبيدة الريحاني قال: التقى أخوان متوادان ، فقال أحدهما لصاحبه: كيف ودك لي؟ قال: حبك متوشح بفؤادي ، وذكرك سمير سهادي ، فقال الآخر: أما أنا فأحب أن أوجز في وصفي ، ما أحب أن يقع على سواك طرفي .
1249 - غسان بن المفضل ، أبو معاوية الغلابي البصري .
سكن بغداد ، وحدث بها عن: روى عنه: ابنه سفيان بن عيينة ، المفضل ، وكان ثقة من عقلاء الناس ، دخل على فاستعقله . المأمون
وتوفي في هذه السنة .
1250 - الفضل بن دكين ، أبو نعيم . ودكين: لقب ، واسمه عمرو بن حماد بن زهير بن درهم ، مولى طلحة بن عبيد الله التيمي .
ولد سنة ثلاثين ومائة ، وأبو نعيم كوفي ، كان شريكا لعبد السلام [بن حرب في دكان واحد يبيعان الملاء . وسمع أبو نعيم من الأعمش ، ومسعر ، وزكريا] بن أبي زائدة ، وابن أبي ليلى ، والثوري ، ومالك ، في آخرين . وشعبة
وقال: كتبت عن نيف ومائة شيخ ممن كتب عنه سفيان ، وسمع منه وروى عنه ابن المبارك ، أحمد بن حنبل ، والبخاري ، وأبو زرعة ، وغيرهم ، وكان ثقة .
بالكوفة أيام المحنة ، فأحضره واليها وسأله عن القرآن ، فقال: أدركت وامتحن الكوفة [ ص: 47 ] وبها أكثر من سبعمائة شيخ فمن دونه يقولون: القرآن كلام الله ، وعنقي أهون عندي من زري هذا . [الأعمش]
وقال لقيت أبو بكر بن أبي شيبة: أبا نعيم أيام المحنة بالكوفة فقال: لقيت ثلاثمائة شيخ كلهم يقولون: القرآن كلام الله ليس بمخلوق .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي أخبرنا قال: سمعت أبو الفتح بن أبي الفوارس أحمد بن يعقوب يقول: سمعت عبد الله بن الصلت يقول: كنت عند أبي نعيم ، فجاءه ابنه يبكي ، فقال له: مالك ، فقال: الناس يقولون إنك متشيع ، فأنشأ يقول:
وما زال كتمانيك حتى كأنني برجع [جواب] السائلي عنك أعجم لأسلم من قول الوشاة وتسلمي
سلمت وهل حي على الناس يسلم؟!
أخبرنا قال: أخبرنا أبو منصور القزاز أبو بكر بن ثابت قال: قرأت على علي بن أبي علي البصري ، عن علي بن الحسن الجراحي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الجراح قال: سمعت أحمد بن منصور يقول: خرجت مع أحمد بن حنبل إلى ويحيى بن معين خادما لهما ، فلما عدنا إلى عبد الرزاق الكوفة قال يحيى بن معين أريد أختبر لأحمد بن حنبل: أبا نعيم ، فقال له أحمد : لا تزد ، الرجل ثقة . فقال يحيى بن معين:
لا بد لي . فأخذ ورقة وكتب فيها ثلاثين حديثا من حديث أبي نعيم وجعل على رأس كل [ ص: 48 ]
عشرة منها حديثا ليس من حديثه ، ثم جاءا إلى أبي نعيم فدقا عليه الباب ، فخرج فجلس على دكان طين حذاء بابه ، فأخذ فأجلسه عن يمينه ، وأخذ أحمد بن حنبل فأجلسه عن يساره ، ثم جلست أسفل الدكان ، فأخرج يحيى بن معين الطبق ، فقرأ عليه عشرة أحاديث ، يحيى بن معين وأبو نعيم ساكت ، ثم قرأ الحديث الحادي عشر ، فقال له أبو نعيم: ليس من حديثي فاضرب عليه ، ثم قرأ العشر الثاني وأبو نعيم ساكت ، فقرأ الحديث الثاني ، فقال أبو نعيم: ليس من حديثي فاضرب عليه ثم قرأ العشر الثالث ، وقرأ الحديث الثالث فتغير أبو نعيم وانقلبت عيناه وأقبل على فقال له : أما هذا - وذراع يحيى بن معين أحمد في يده - فأورع من أن يعمل هذا ، وأما هذا - يريدني - فأقل من أن يفعل مثل هذا ، ولكن هذا من فعلك يا فاعل ، ثم أخرج رجله فرفس فرمى به من الدكان ، وقام فدخل داره ، فقال يحيى بن معين ، أحمد ليحيى: ألم أمنعك من الرجل وأقل لك إنه ثبت؟! فقال: والله لرفسته لي أحب إلي من سفري .
أخبرنا قال: أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر [أحمد] بن ثابت ، عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب ، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال ، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، حدثنا جدي ، قال: حدثنا بعض أصحابنا: أن أبا نعيم [ ص: 49 ] خرج عليهم في شهر ربيع الأول من سنة سبع عشرة ومائتين ، يوما بالكوفة ، فجاء ابن لمحاضر بن المورع ، فقال له أبو نعيم : إني رأيت أباك البارحة [في النوم] فكأنه أعطاني درهمين ونصفا ، فما تؤولون هذا؟ فقلنا: خيرا [رأيت] فقال: أما أنا فقد أولتهما أني أعيش يومين ونصفا ، أو شهرين ونصفا ، أو سنتين ونصفا ، ثم ألحق [بأبيك] .
فتوفي بالكوفة ليلة الثلاثاء لانسلاخ شعبان سنة تسع عشرة ومائتين . قالوا : وذلك بعد هذه الرؤيا بثلاثين شهرا تامة ، وقيل: توفي سنة ثمان عشرة .
1251 - محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك ، أبو عبد الله الرقاشي .
سمع مالك بن أنس ، في آخرين ، وروى عنه: وحماد بن زيد البرجلاني ، ومحمد بن إسماعيل البخاري ، وكان متقنا ثقة ، وكان يصلي في اليوم والليلة أربعمائة ركعة . [ ص: 50 ] وأبو حاتم الرازي ،