1258 - إبراهيم بن شماس ، أبو إسحاق السمرقندي .
حدث عن إسماعيل بن عياش ، ومسلم بن خالد الزنجي ، وفضيل بن عياض ، وغيرهم ، روى عنه: وابن المبارك ، أحمد بن حنبل ، وأبو خيثمة ، وعباس الدوري .
وكان ثقة ثبتا صاحب سنة ، وكان ضخما عظيم الهامة ، فارسا شجاعا بطلا مبارزا ، عالما فاضلا ، قتلته الترك ، وهو جاء من ضيعته لم يشعر بهم ، ولم يعرفوه ، وذلك خارج سمرقند ، في محرم هذه السنة ، وقيل: سنة عشرين .
1259 - إبراهيم بن سيار ، أبو إسحاق البصري النظام .
كان من كبار المتكلمين على مذهب المعتزلة ، وله في ذلك تصانيف ، والجاحظ يحكي عنه كثيرا .
أخبرنا قال: أخبرنا [أبو منصور] القزاز قال: أخبرني [أحمد بن علي بن ثابت] الخطيب الحسن بن علي الصيمري قال: حدثنا محمد بن عمران المرزباني قال: أخبرني محمد بن يحيى قال: حدثنا [محمد بن يزيد] المبرد قال: حدثني قال: سمعت الجاحظ النظام يقول: فإذا أعطيته كلك فأنت من إعطائه لك البعض على خطر . العلم شيء لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك ،
قال وكان المرزباني: لإبراهيم مذهب في ترقيق الشعر وتدقيق المعاني لم يسبق إليه ، ذهب فيه مذهب أهل الكلام المدققين ، ومنه ما أنشدنيه عبد الله بن يحيى العسكري: [ ص: 67 ]
وشادن ينطق بالطرف يقصر عنه منتهى الوصف رق فلو بزت سرابيله
علقه الجو من اللطف يجرحه اللحظ بتكراره
ويشتكي الإيماء بالطرف أفديه من مغرى بما ساءني
كأنه يعلم ما أخفي
سمع سفيان بن عيينة وصحبه طويلا وتفقه له ، وخرج معه إلى والشافعي ، اليمن ، وقدم بغداد في أيام وجرى بينه وبين المأمون ، مناظرات في القرآن ، وهو صاحب كتاب "الحيدة" وكان من أهل الفضل والعلم ، وله مصنفات عدة . بشر المريسي
1261 - عيسى بن أبان بن صدقة بن موسى .
سمع إبراهيم من هشيم وغيره ، وصحب محمد بن الحسن ، وتفقه له ، واستخلفه على القضاء بعسكر يحيى بن أكثم حين خرج المهدي يحيى مع إلى فم الصلح ، ثم تولى المأمون عيسى القضاء بالبصرة ، فلم يزل عليه حتى مات وكان سخيا جدا ، وكان يقول: والله لو أتيت برجل يفعل في ماله كفعلي ، لحجرت عليه ، ويذكر عنه أنه كان يذهب إلى القول بخلق القرآن .
أخبرنا قال: أخبرنا [أبو] منصور القزاز أبو بكر بن ثابت قال: أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر حدثنا محمد بن يحيى بن جعفر البزاز ، حدثنا محمد بن الرومي ، حدثنا محمد بن داود بن دينار الفارسي ، حدثنا محمد بن الخليل ، حدثنا أبي - وكان صاحب - سفيان الثوري
[ ص: 68 ]
قال: كنت بالبصرة فاختصم رجل مسلم ورجل يهودي عند القاضي ، وكان قاضيهم [يومئذ] عيسى بن أبان ، وكان يرى رأي القوم ، فوقعت اليمين على المسلم ، فقال له القاضي: قل والذي لا إله إلا هو ، فقال له اليهودي: حلفه بالخالق لا بالمخلوق ، لأن لا إله إلا هو في القرآن ، وأنتم تزعمون أنه مخلوق ، قال: فتحير عيسى عند ذلك .
وقال: قوما حتى أنظر في أمركما .
توفي عيسى في محرم هذه السنة بالبصرة .
1262 - عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب ، مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق ، يكنى أبا الحسين ، الواسطي .
حدث عن ابن أبي ذئب ، وشعبة ، والمسعودي ، روى عنه: أحمد بن حنبل ، في صحيحه ، والبخاري والحسن بن محمد الزعفراني ، وقال هو سيد المسلمين ، وعنه تضعيفه . يحيى بن معين:
أخبرنا [عبد الرحمن] القزاز أخبرنا أخبرنا [أحمد بن علي] الخطيب ، أبو محمد الخلال قال: ذكر أبو القاسم منصور بن جعفر بن ملاعب: أن إسماعيل بن علي العاصمي حدثهم قال: حدثنا عمر بن حفص قال: وجه بمن يحرز مجلس المعتصم عاصم بن علي في رحبة النخل التي في جامع الرصافة ، وكان عاصم يجلس على سطح المسقطات ، وينتشر الناس في الرحبة وما يليها فيعظم الجمع جدا حتى سمعته يوما يقول: حدثنا ويستعاد ، فأعاد أربع عشرة مرة ، والناس لا يسمعون ، قال: وكان الليث بن سعد ، هارون المستملي يركب نخلة معوجة ويستملي عليها ، فبلغ كثرة [ ص: 69 ] الجمع ، فأمره بحرزهم [فوجه بقطاعي الغنم ، فحرزوا] المجلس مائة ألف وعشرون ألفا . المعتصم
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي ، أخبرنا الأزهري ، أخبرنا علي بن محمد بن لؤلؤ ، أخبرنا الهيثم الدوري ، حدثنا محمد بن سويد الطحان قال: كنا عند عاصم بن علي ومعنا أبو عبيد القاسم بن سلام ، وإبراهيم بن أبي الليث ، وذكر جماعة ، يضرب ذلك اليوم ، فجعل وأحمد بن حنبل عاصم يقول: ألا رجل يقوم معي ، فنأتي هذا الرجل فنكلمه؟ فما يجيبه أحد ، قال: فقال إبراهيم بن أبي الليث: يا أبا الحسين ، أنا أقوم معك . فصاح: يا غلام ، خفي . فقال له إبراهيم: يا أبا الحسين ، أبلغ بناتي فأوصيهن وأجدد بهن عهدا . قال: فظننا أنه ذهب يتكفن ويتحنط ، ثم جاء فقال عاصم: يا غلام ، خفي ، فقال: يا أبا الحسين ، إني ذهبت إلى بناتي فبكين ، قال: وجاء كتاب ابنتي عاصم من واسط: يا أبانا ، إنه بلغنا أن هذا الرجل أخذ وضربه بالسوط على أن يقول: القرآن مخلوق ، فاتق الله ولا تجبه إن سألك ، فو الله لأن يأتينا نعيك أحب إلينا من أن يأتينا أنك قلت [القرآن مخلوق] . أحمد بن حنبل
توفي عاصم في رجب هذه السنة .
1263 - محمود الوراق الشاعر ، ابن الحسن الوراق .
أكثر القول في الزهد والأدب ، روى عنه ابن أبي الدنيا ، وكان نخاسا يبيع الرقيق . [ ص: 70 ] وابن مسروق ،
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي قال: قال أنشدني أبو بكر بن أبي الدنيا: قوله: محمود الوراق
رجعت إلى السفيه بفضل حلمي فكان الحلم عنه لي لجاما
وظن بي السفاه فلم يجدني أسافهه وقلت له سلاما
فقام يجر رجليه ذليلا وقد كسب المذلة والملاما
وفضل الحلم أبلغ في سفيه وأحرى أن تنال به انتقاما
ومنتصح يكرر ذكر نشو ليحدث لي بذكراها اكتئابا
أقول وعد ما كانت تساوي سيخلفها الذي خلق الحسابا
عطيته إذا أعطى سرورا وإن أخذ الذي أعطى أثابا
فأي النعمتين أعم فضلا وأكرم في عواقبها إيابا
أنعمته التي أهدت سرورا أم الأخرى التي أهدت ثوابا
بل الأخرى التي نزلت بكره أحق بصبر من صبر احتسابا
أخبرنا محمد بن ناصر قال: أخبرنا محمد بن علي بن ميمون ، أخبرنا محمد بن علي بن عبد الرحمن حدثنا جعفر بن محمد بن حاجب ، حدثنا الحسين بن محمد الفزاري قال: أنشدني الحسن بن علي بن بزيع قال: أنشدني [قال:] . محمود الوراق
العمر ينقص والذنوب تزيد ويقال عثرته الفتى ويعود
أنى يطيق جحود ذنب موبق رجل جوارحه عليه شهود؟!
والمرء يسأل عن سنيه فيشتهي تقليلها وعن الممات يحيد
هيهات لا غلط وليس بدافع للموت تقريب ولا تبعيد
يمثل ذو اللب في نفسه مصيبته قبل أن تنزلا
فإن نزلت بغتة لم ترعه لما كان في نفسه مثلا
رأى الأمر يفضي إلى آخر فصير آخره أولا
وذو الجهل يأمن أيامه وينسى مصارع من قد خلا
فإن بدهته صروف الزمان ببعض مصائبه أعولا
ولو قدم الجرم في نفسه لعلمه الصبر حسن البلا
بقيت مالك ميراثا لوارثه فليت شعري ما بقى لك المال؟!
القوم بعدك في حال تسرهم فكيف بعدهم دارت بك الحال؟!
مالت بهم عنك دنيا أقبلت بهم وأدبرت عنك والأيام أحوال
ملوا البكاء فما يبكيك من أحد واستحكم القيل في الميراث والقال
سكن باب مخول من بغداد فنسب إليه .
أخبرنا قال: أخبرنا [عبد الرحمن بن محمد] القزاز قال: أخبرنا [أحمد بن علي بن ثابت] الخطيب ، أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد قال حدثنا الخلدي: أحمد بن محمد بن مسروق قال: حدثنا محمد بن الحسين ، وحدثني إسماعيل بن إبراهيم الترجماني قال: سمعت أبا جعفر المخولي ، وكان عابدا عالما يقول: حرام على قلب صحب الدنيا أن يسكنه الورع الخفي ، وحرام على نفس عليها زبانية الناس أن تذوق حلاوة الآخرة ، وحرام على كل عالم لم يعمل بعلمه أن يتخذه المتقون إماما . [ ص: 73 ]