سمع ، عبد الله بن المبارك والفضل بن موسى الشيباني ، ، وجرير بن عبد الحميد وابن إدريس ، ، وابن عيينة والدراوردي ، ، وعيسى بن يونس في آخرين . ووكيع بن الجراح
وروى عنه : ، علي بن المديني وغيرهما . وكان عالما بالفقه بصيرا بالأحكام ، ذا فنون من العلوم ، فعرف والبخاري فضله ، فلم يتقدمه عنده أحد ، فولاه القضاء المأمون ببغداد ، وقلده قضاء [القضاة ] وتدبير أهل مملكته ، فكانت الوزراء لا تعمل في تدبير الملك شيئا إلا بعد مطالعة [لا يعلم أحد غلب على سلطانه في زمانه إلا يحيى بن أكثم ] يحيى بن أكثم وابن أبي دؤاد . أخبرنا [عبد الرحمن ] القزاز قال : أخبرنا قال : أخبرنا [أحمد بن علي ] بن ثابت الجوهري قال : أخبرنا طلحة بن محمد الشاهد قال : حدثنا قال : حدثنا أبو بكر الصولي قال : حدثنا الكديمي . علي بن المديني
قال : خرج إلى أصحاب الحديث وهو ضجر . فقال أليس من الشقاء أن أكون جالست سفيان بن عيينة ضمرة بن سعيد ، وجالس ضمرة أبا سعيد الخدري ، وجالست ، وجالس عمرو بن دينار ، وجالست جابر بن عبد الله ، وجالس عبد الله بن دينار ، وجالست ابن عمر ، وجالس الزهري . وعدد جماعة ، ثم أنا أجالسكم ! فقال له [ ص: 314 ] حدث في المجلس : أتتصف يا أنس بن مالك أبا محمد ؟ قال : إن شاء الله . قال له : والله لشقاء من جالس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بك أشد شقاء منك بنا ، فأطرق ، وتمثل بشعر : أبي نواس
خل جنبيك لزام وامض عنه بسلام مت بداء الصمت خير
لك من داء الكلام
أخبرنا أخبرنا [أبو منصور ] القزاز [أحمد بن ثابت ] الخطيب أخبرنا الحسن بن [محمد ] أبي بكر قال : ذكر أبو علي عيسى بن محمد الطوماري : أنه سمع أبا حازم ، القاضي يقول : سمعت أبي يقول : ولي يحيى بن أكثم القاضي البصرة وسنه عشرون [سنة ] أو نحوها - قال : فاستصغره أهل البصرة ، فقال له أحدهم : كم سن القاضي ؟ قال : فعلم أنه قد استصغره ، فقال له : أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي وجه به النبي صلى الله عليه وآله وسلم قاضيا على مكة يوم الفتح ، وأنا أكبر من حين بعثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم قاضيا على أهل معاذ بن جبل اليمن ، وأنا أكبر من كعب بن سور الذي وجه به قاضيا على أهل عمر بن الخطاب البصرة .
قال : وبقي سنة لا يقبل بها شاهدا ، قال : فتقدم إليه أبي ، [وكان أحد الأمناء ] ، وقال له : أيها القاضي ، قد وقفت الأمور وتريثت ، قال : وما السبب في ذلك ؟ قال : في ترك القاضي قبول الشهود ، قال : فأجاز في ذلك اليوم شهادة سبعين شاهدا . [ ص: 315 ]
أخبرنا القزاز قال : أخبرنا قال : أخبرنا أحمد بن علي [الحافظ القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي ] أخبرني الصيمري ، حدثنا ، أخبرني المرزباني ، أخبرنا الصولي حدثنا أبو العيناء أحمد بن أبي دؤاد .
قال : وحدثنا الصولي محمد بن موسى بن داود ، حدثنا المشرق بن سعيد حدثنا محمد بن منصور - واللفظ لأبي العيناء - قال : كنا مع في طريق المأمون الشام ، فأمر فنودي بتحليل المتعة ، فقال لنا : بكرا غدا عليه ، فإن رأيتما للقول وجها فقولا ، وإلا فأمسكا إلى أن أدخل . قال : فدخلنا إليه وهو يستاك - وهو مغتاظ - ويقول : متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلى عهد يحيى بن أكثم أبي بكر ، وأنا أنهى عنهما ، ومن أنت يا أحول حتى تنهى عما فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فأمسكنا وجاء يحيى ، فجلس وجلسنا ، فقال المأمون ليحيى : ما لي أراك متغيرا ؟ قال : هو غم يا أمير المؤمنين لما حدث في الإسلام ، قال : وما حدث في الإسلام ؟ قال النداء بتحليل الزنا ، قال : الزنا ؟ قال : نعم ، المتعة زنا ، قال : ومن أين قلت هذا ؟ قال : من كتاب الله عز وجل ، وحديث رسوله صلى الله عليه وآله وسلم . قال الله تعالى : قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون - 2 إلى قوله : والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون - 7 .
يا أمير المؤمنين زوجة المتعة ملك يمين ؟ قال : لا ! قال : فهي الزوجة التي عند الله ترث وتورث ويلحق الولد [ولها شرائطها ؟ ] قال : لا : قال : فقد صار متجاوز هذين من العادين .
وهذا يا أمير المؤمنين روى عن الزهري عبيد الله والحسين ابني عن أبيهما محمد ابن الحنفية محمد بن علي عن رضي الله عنه قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أنادي بالنهي عن المتعة وتحريمها ، بعد أن كان أمر بها علي بن أبي طالب ، فالتفت إلينا [ ص: 316 ] ، قال : أتحفظون هذا من حديث المأمون ؟ فقلنا : نعم يا أمير المؤمنين ، رواه جماعة منهم الزهري . مالك
فقال : أستغفر الله ، نادوا بتحريم المتعة ، فنادوا بتحريمها .
قال : فسمعت الصولي يقول - وقد ذكر إسماعيل بن إسحاق - فعظم أمره وقال : كان له يوم في الإسلام لم يكن لأحد مثله ، وذكر مثل هذا اليوم ، فقال له رجل : فما كان يقال ؟ قال : معاذ الله أن تزول عدالة مثله بتكذيب باغ وحاسد ، وكانت كتبه في الفقه أجل كتب ، فتركها الناس لطولها . يحيى بن أكثم
قال المصنف رحمه الله : لما استخلف صير المتوكل يحيى في مرتبة أحمد بن أبي دؤاد وخلع عليه خمس خلع ، ثم عزل بجعفر بن عبد الواحد ، وغضب عليه ، فأمر بقبض أملاكه ، ثم دخل المتوكل مدينة السلام ، وأمره بأن يلزم منزله .
أخبرنا القزاز قال : أخبرنا أحمد بن علي قال : أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال : حدثنا محمد بن الحسن بن المأمون قال : حدثنا قال : أبو بكر الأنباري
حدثني محمد بن المرزبان قال : حدثني علي بن مسلم الكاتب قال : دخل على ابنا يحيى بن أكثم مسعدة - وكانا على نهاية من الجمال - فلما رآهما يمشيان في الصحن أنشأ يقول :
يا زائرينا من الخيام حياكما الله بالسلام
لم تأتياني وبي نهوض إلى حلال ولا حرام
يحزنني أن وقفتما بي وليس عندي سوى الكلام
قال : وسمعت غير واحد من شيوخنا يحكي أن يحيى عزل عن الحكم بسبب هذه الأبيات التي أنشدها لما دخل [عليه ] ابنا أبو بكر بن الأنباري مسعدة .
قال المصنف : وقد كان يعرف بهذا الفن ، وشاع عنه ، ولعله قد كان يرى النظر فحسب ، وإن كان حراما قبيحا .
وقد ذكر ذلك للإمام أحمد رضي الله ، فقال : سبحان الله ، من يقول هذا ! ! ؟
وأنكره أشد إنكار .
أخبرنا القزاز قال : أخبرنا قال : أخبرنا [أحمد بن علي ] الخطيب الحسين بن محمد بن الحسن أخو الخلال قال : أخبرنا إبراهيم بن عبد الله المالكي قال : حدثنا أبو إسحاق الهجيمي قال : سمعت يقول : تولى أبا العيناء ديوان الصدقات على الأضراء فلم يعطهم شيئا فطالبوه وطالبوه ، فلم يعطهم ، فانصرفوا ، ثم اجتمعوا وطالبوه فلم يعطهم ، فلما انصرف من جامع يحيى بن أكثم الرصافة من مجلس القضاء سألوه وطالبوه فقال : [ليس ] لكم [عندي ولا ] عند أمير المؤمنين شيء فقالوا : إن وقفنا معك إلى غد [ألا ] تزيدنا على هذا القول ؟ قال : لا . فقالوا : لا تفعل يا أبا سعيد ! فقال : الحبس الحبس . فأمر بهم فحبسوا جميعا ، فلما كان الليل ضجوا ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا الأضراء حبسهم المأمون . فقال : لم حبسهم ؟ يحيى بن أكثم
[ ص: 318 ]
فقالوا : كنوه فحبسهم فدعاه فقال له : [الأضراء ] حبستهم على أن كنوك ! فقال : [يا أمير المؤمنين ] لم أحبسهم على ذلك ، إنما حبستهم على التعريض ، قالوا لي يا أبا سعيد يعرضون بشيخ لائط في الخريبة .
أخبرنا عبد الرحمن [بن محمد ] قال : أخبرنا أحمد بن علي الحافظ ، أخبرني الأزهري ، حدثني محمد بن العباس ، حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان قال : حدثني أبو العباس أحمد بن يعقوب قال : كان يحسد حسدا شديدا ، وكان مفتنا ، وكان إذا نظر إلى رجل يحفظ الفقه سأله عن الحديث ، وإذا رآه يحفظ الحديث سأله عن النحو ، وإذا رآه يعلم النحو سأله عن الكلام ، ليقطعه ويخجله ، فدخل إليه رجل من أهل يحيى بن أكثم خراسان ذكي حافظ ، فناظره فرآه مفتنا ، فقال له : نظرت في الحديث ؟
قال : نعم ! قال : فما تحفظ من الأصول ؟ قال : أحفظ [عن ] ، شريك ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث : أن عليا رضي الله عنه رجم لوطيا ، فأمسك فلم يكلمه .
أخبرنا محمد بن أبي طاهر البزاز [أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن المأمون حدثنا حدثنا أبو بكر الأنباري محمد بن المرزبان حدثنا أبو الحسن بن المقدام قال : استعدى ابن أبي عمار بن أبي ] الخصيب على ورثة أبيه ، وكان بارع الجمال ، فقال : أيها القاضي أعدني عليهم ، قال : فمن يعديني [أنا ] على عينيك ؟ قال : فهربت به أمه إلى يحيى بن أكثم بغداد ، فقال لها وقد تقدمت إليه : والله لا أنفذت لكم حكما أو ترديه فهو أولى بالمطالبة منك .
قال : وحدثني ابن المرزبان محمد بن نصر قال : حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال : كان زيدان الكاتب يكتب بين يدي ، وكان جميلا متناهي [الجمال ، ] فقرص القاضي خده ، فخجل واستحيى ، فطرح القلم من يده ، فقال له يحيى بن أكثم القاضي يحيى : اكتب ما أملي عليك ، ثم قال : [ ص: 319 ]
أيا قمرا جمشته فتغضبا وأصبح لي من تيهه متجنبا
إذا كنت للتجميش والعشق كارها فكن أبدا يا سيدي متنقبا
ولا تظهر الأصداغ للناس فتنة وتجعل منها فوق خديك عقربا
فتقتل مشتاقا وتفتن ناسكا وتترك قاضي المسلمين معذبا
قاض يرى الحد في الزنا ولا يرى على من يلوط من بأس
أميرنا يرتشي وحاكمنا يلوط والرأس شر ما رأس
لا أحسب الجور ينقضي وعلى الأمة وال من آل عباس
[قال المصنف ] : وقد تكلم المحدثون في ، فقال يحيى بن أكثم أبو عاصم ، : ويحيى بن معين كذاب . يحيى بن أكثم
وقال : [هو ] دجال . إسحاق بن راهويه
وقال أبو علي صالح بن محمد البغدادي : كان يحدث عن أحاديث لم نسمعها . [ ص: 320 ] عبد الله بن إدريس
وقال أبو الفتح الأزدي : روى عن الثقات عجائب لا يتابع عليها .
قال المصنف : كان قد خرج إلى يحيى بن أكثم مكة وعزم على المجاورة ، فبلغه أن قد صلح قلبه له ، فرجع يريد المتوكل العراق ، فلما وصل إلى الربذة توفي بها ، ودفن هناك في هذه السنة . وقيل : سنة اثنتين ، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة .
أخبرنا القزاز قال : أخبرنا أحمد [بن علي ] الحافظ قال : أخبرنا محمد بن الحسين بن سليمان المعدل قال : أخبرنا أبو الفضل الزهري قال : حدثنا أحمد بن محمد الزعفراني قال : حدثنا أبو العباس بن واصل قال : سمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال : رأى جار لنا بعد موته في منامه ، فقال له : ما فعل الله بك ؟ يحيى بن أكثم
فقال : وقفت بين يديه فقال لي سوءة لك يا شيخ ، فقلت : يا رب ، إن رسولك صلى الله عليه وآله وسلم قال : "إنك لتستحي من أبناء الثمانين أن تعذبهم" وأنا ابن ثمانين أسير الله في الأرض ، فقال لي : صدق رسولي ، قد عفوت عنك .
أخبرنا القزاز قال : أخبرنا قال : أخبرنا أحمد [بن علي ] الخطيب القاضي أبو العلاء الواسطي قال : حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد قال : حدثنا عمر بن سعد بن سنان قال : حدثنا محمد بن سلم الخواص قال : رأيت في المنام ، فقلت له : ما فعل الله بك ؟ فقال لي : وقفني بين يديه وقال لي : يا شيخ السوء ، لولا شيبتك لأحرقنك بالنار ، فأخذني ما يأخذ العبد بين يدي مولاه ، فلما أفقت قال لي : يا شيخ السوء لولا شيبتك لأحرقنك [بالنار ] ، فأخذني ما يأخذ العبد بين يدي مولاه ، فلما أفقت قال لي : يا شيخ السوء ، لولا شيبتك لأحرقنك بالنار ، فلما أفقت قلت : يا رب ، ما هكذا حدثت عنك ، فقال الله تعالى : وما حدثت عني - وهو أعلم بذلك - قلت : [ ص: 321 ] يحيى بن أكثم القاضي
حدثني عبد الرازق بن همام ، حدثنا ، عن معمر بن راشد ، عن ابن شهاب الزهري ، عن نبيك صلى الله عليه وآله وسلم ، عن أنس بن مالك جبريل عنك يا عظيم أنك قلت : "ما شاب لي عبد في الإسلام شيبة إلا استحييت منه أن أعذبه بالنار" . فقال الله عز وجل : صدق ، وصدق عبد الرزاق ، وصدق معمر ، وصدق الزهري ، وصدق نبيي ، وصدق أنس جبريل ، وأنا قلت ذلك انطلقوا به إلى الجنة . [ ص: 322 ]