فمن الحوادث فيها :
القرامطة بسواد الكوفة ، فوقع بعض العمال بجماعة منهم وبعث رئيسا لهم إلى انتشار ، فأمر به فقلعت أضراسه ، ثم خلعت [ عظام ] يده ، ثم قطعت يداه ورجلاه ، وقتل ، وصلب . المعتضد
ولليلتين خلتا من شهر ربيع الأول أخرج من كانت له دار وحانوت بباب الشماسية عن داره وحانوته ، وقيل لهم : خذوا أنقاضكم واخرجوا ، وذلك أن كان قد قدر أن يبني لنفسه هنالك دارا يسكنها ، فخط موضع السور ، وحفر بعضه وابتدأ في بناء دكة على المعتضد دجلة ، [ وكان أمير المؤمنين ] قد أمر ببنائها لينتقل فيقيم فيها إلى أن يفرغ من بناء الدار والقصر ، فمرض المعتضد المعتضد [ ص: 422 ] [ بالله ] فأرجف به ، فقال عبد الله بن المعتز :
طار قلبي بجناح الوجيب جزعا من حادثات الخطوب وحذرا من أن يشاك بسوء
أسد الملك وسيف الحروب لم يزل أشيب وهو ابن عشر
بغبار الحروب قبل المشيب ثم راضته التجارب حتى
ما عجيب عنده بعجيب جال شيطان الأراجيف فينا
بحديث مؤلم للقلوب وكأن الناس أغنام راع
غاب عنها فأحسست بذيب ثم هبت نعمة الله بشرى
كشفت عنا غطاء الكروب وقعت منا مواقع ماء
في حريق مشعل ذي لهيب رب أصحبه سلامة جسم
واحبه منك بعمر رحيب
وكثرت في هذه السنة الزلازل ، فكان في رجب زلزلة شديدة ، وانقضت [ ص: 423 ] الكواكب لثمان خلون من رمضان من جميع السماء في وقت السحر ، فلم تزل على ذلك إلى أن طلعت الشمس .
آخر هذا الجزء المبارك والله أعلم . ووافق الفراغ منه في صفر المبارك عام خمسة وثمانمائة وقت آذان الظهر ، ووافق وقت فراغه الدعاء لمالكه بالتأييد والنصر والسلامة في الأهل والمال والولد والعفو والعافية في الدين والآخرة ولمن كتبه أو نظر فيه ولجميع المسلمين .
يتلوه في الجزء الذي بعده : باب ذكر خلافة ، والحمد لله رب العالمين . وصلى الله على سيدنا المكتفي بالله محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين . وحسبنا الله ونعم الوكيل .