سمع الحميدي روى عنه وسعيد بن منصور ، الخلدي وقال والخطبي . كان ثقة . وقال الدارقطني: كان واسع الجاه عريض الستر ثقة . ابن المنادي:
أخبرنا القزاز ، قال: أخبرنا أحمد بن علي ، قال: أخبرنا علي بن الحسين صاحب العباس ، حدثنا إبراهيم بن أبي علي الدقاق ، أنه سمع عبد الله بن محمد بن شهاب ، قال . مات خلف بن عمرو العكبري سنة ست وتسعين ومائتين ، وكان له ثلاثون خاتما وثلاثون عكازا ، يلبس كل يوم خاتما وعكازا طول شهره ، فإذا جاء الشهر المقبل استأنف لبسها ، وكان له سوط معلق ، فقلت له: ما هذا؟ فقال: ما روي علق سوطك يرهبك عيالك . وكان ظريفا ، توفي بعكبرا .
2030 - عبد الله بن المعتز [بالله] :
واسم المعتز محمد بن جعفر المتوكل ، ويكنى عبد الله أبا العباس . ولد في شعبان سنة سبع وأربعين ومائتين ، وكان غزير الأدب ، بارعا في الفضل ، مليح الشعر . سمع [ ص: 85 ] المبرد وغيرهما وله كلام في الحكمة عجيب ، كان يقول: "أنفاس الحي خطاه إلى أجله" . "ربما أورد الطمع ولم يصدر" ، "ربما شرق شارب الماء قبل ريه" ، "من تجاوز الكفاف لم يغنه الإكثار" ، و "كلما عظم قدر المنافس فيه عظمت الفجيعة به" ، و "من أرحله الحرص أنضاه الطلب" ، و "الحظ يأتي من لا يأتيه" ، "وأشقى الناس أقربهم من السلطان كما أن أقرب الأشياء إلى النار أسرعها احتراقا" ، و "من شارك السلطان في عز الدنيا شاركه في ذل الآخرة" ، "أهل الدنيا ركب يسار بهم وهم نيام" ، "الحرص ينقص من قدر الإنسان ولا يزيد في حظه" ، "يشفيك من الحاسد أنه يغتنم وقت سرورك" ، "الفرصة سريعة الفوت بعيدة العود" ، "الجود حارس الأعراض" ، "الأسرار إذا كثر خزانها ازدادت ضياعا" ، "البلاغة بلوغ المعنى" [ولما يطل سفر الكلام ] ، "ذل العزل يضحك من تيه الولاية" ، "الجزع أتعب من الصبر" ، "تركة الميت عزاء للورثة عنه" ، "لا تشن أوجه العفو بالتقريع" ، [ "من أظهر عداوتك فقد أنذرك" . وثعلبا
أخبرنا القزاز ، قال ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين العكبري ، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى المقرئ ، قال: حدثني عثمان بن عيسى بن [هارون ] الهاشمي ، قال: كنت عند عبد الله بن المعتز ، وكان قد كتب أبو أحمد بن المنجم إلى [أخيه] أبي القاسم [ ص: 86 ] رقعة يدعوه فيها ، فغلط الرسول فجاء فأعطاها ابن المعتز [بالله] وأنا عنده ، فقرأها وعلم أنها ليست إليه ، فقلبها وكتب:
دعاني الرسول ولم تدعني ولكن لعلي أبو القاسم
فأخذ الرسول الرقعة ومضى وعاد عن قريب وإذا فيها مكتوب:أيا سيدا قد غدا مفخرا لهاشم إذ هو من هاشم
تفضل وصدق خطاء الرسول تفضل مولى على خادم
فما أن تطاق إذا ما جددت وعزلك كالشهد للطاعم
فدى [لك] من كل ما تتقيه أبو أحمد وأبو القاسم
وقال اعتل أبو بكر الصولي: عبد الله بن المعتز فأتاه أبوه عائدا ، وقال: ما عراك يا بني فأنشأ يقول:
أيها العاذلون لا تعذلوني وانظروا حسن وجهها تعذروني
وانظروا هل ترون أحسن منها إن رأيتم شبيهها فاعذلوني
بي جنون الهوى وما بي جنون وجنون الهوى جنون الجنون
[وله:
إن الذين بخير كنت تذكرهم قضوا عليك وعنهم كنت أنهاكا
لا تطلبن حياة عند غيرهم فليس يحييك إلا من توفاكا]
قل لغصن البان الذي قد ثني تحت بدر الدجى وفوق النقا
رمت كتمان ما بقلبي فنمت زفرات تغشى حديث الهوا
ودموع تقول في الخد يا من يتباكى كذا يكون البكا
ليس للناس موضع في فؤادي زاد فيه هواك حتى امتلا
ليت ليلا على الصراة طويلا لليال من سر من را الفداء
أين مسك بمن حماه وبخور من بخار وصفرة من قذا
من لي بقلب صيغ من صخرة في جسد من لؤلؤ رطب
جرحت خديه بلحظي فما برحت حتى اقتص من قلبي]
بليت بخلان هذا الزمان فأقللت بالهجر منهم نصيبي
[ ص: 88 ] وكلهم إن تصفحتهم صديق العيان عدو المغيب
بحياتي يا حياتي اشربي الكأس وهاتي
قبل أن يفجعنا الدهر ببين وشتات
لا تخونيني إذا مت وقامت بي نعاتي
إنما الوافي بعهدي من وفى بعد وفاتي
سابق إلى مالك وارثه ما المرء في الدنيا بلباث
كم صامت يخنق أكياسه قد صاح في ميزان ميراث
يا ذا الغنى والسطوة القاهرة والدولة الناهية الآمرة
ويا شياطين بني آدم ويا عبيد الشهوة الفاجرة
انتظروا الدنيا فقد أقربت وعن قليل تلد الآخرة
أترى الجيرة الذين تداعوا عند سير الحبيب قبل الزوال
علموا أنني مقيم وقلبي راحل معهم أمام الجمال
مثل صاع العزيز في أرحل القوم ولا يعلمون ما في الرحال
ما أعز المعشوق ما أهون العاشق ما أقتل الهوى للرجال
يا نفس صبرا وإلا فاهلكي جزعا إن الزمان على ما تكرهين بني
[ ص: 89 ] لا تحسبي نعما سرتك لذتها إلا مفاتيح أبواب من الحزن
أطلت وعذبتني يا عذول بليت فدعني حديثي يطول
هواي هوى باطن ظاهر قديم حديث لطيف جليل
ألا ما لذا الليل ما ينقضي كذا ليل كل محب يطول
أبيت أساهر نجم الدجى إلى الصبح وحدي ودمعي يسيل
لله درك من ميت فجعت به ناهيك في العلم والآداب والحسب
ما فيه لولا ولا ليت تنقصه وإنما أدركته حرفة الأدب
أخبرنا الحسين بن محمد أخو الخلال ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الواسطي قال: [ ص: 90 ]
أنشدنا أبو القاسم الكريزي ، قال: أنشدنا أحمد بن محمد بن عباس لعبد الله بن المعتز أنه قال في الليلة التي قتل في صبيحتها:
يا نفس صبرا لعل الخير عقباك خانتك من بعد طول الأمن دنياك
مرت بنا سحرا طير فقلت لها طوباك يا ليتني إياك طوباك
إن كان قصدك شرقا فالسلام على شاطئ الصراة أبلغي إن كان مسراك
من موثق بالمنايا لا فكاك له يبكي الدماء على إلف له باكي
فرب آمنة حانت منيتها ورب مفلتة من بين أشراك
أظنه آخر الأيام من عمري وأوشك اليوم أن يبكي لي الباكي
فقل للشامتين بنا رويدا أمامكم المصائب والخطوب
هو الدهر الذي لا بد من أن يكون إليكم منه ذنوب
من أهل الكوفة ، قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن يونس اليربوعي ، [ ص: 91 ] ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، وجندل بن والق ، روى عنه ابن صاعد ، والمحاملي ، والنجاد . وكان فهما صنف المسند . وقال كان ثقة . الدارقطني:
وتوفي بالكوفة في هذه السنة .
2031 - محمد بن الحسين يعرف بحمدي :
حدث عن بشر بن الوليد الكندي ، وحيان بن بشر الأسدي ، روى عنه ابن مخلد .
2032 - محمد [بن] الحسين بن حمدويه الحربي :
حدث عن يعقوب بن سواك ، روى عنه أبو طالب بن البهلول .
2033 - محمد بن داود بن الجراح ، أبو عبد الله الكاتب:
عم ولد في سنة ثلاث وأربعين ومائتين في الليلة التي توفي فيها علي بن عيسى الوزير ، إبراهيم بن العباس الصولي ، وحدث عن وغيره . وكان فاضلا من علماء الكتاب ، عارفا بأيام الناس . عمر بن شبة
وأخبار الخلفاء والوزراء ] وله في ذلك تصانيف .
وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة . [ ص: 92 ]
2034 - يوسف بن موسى بن عبد الله ، أبو يعقوب القطان المروروذي :
رحل إلى الآفاق البعيدة في طلب الحديث ، وحدث عن ابن راهويه ، وعلي بن حجر ، وأبي كريب ، روى عنه وكان ثقة [صدوقا] . أبو بكر الشافعي
وتوفي بمرو بعد منصرفه من الحجة الثانية في هذه السنة . [ ص: 93 ]