ثم دخلت
فمن الحوادث فيها:
إنه قدم القاسم بن سيما من غزوة أرض الروم الصائفة ومعه خلق كثير من الأسارى ، وخمسون علجا قد شهروا على الجمال ، بأيدي بعضهم أعلام سنة ثمان وتسعين ومائتين الروم ، عليها صلبان من ذهب وفضة .
وفيها: فلج القاضي عبد الله بن علي بن أبي الشوارب ، فقلد مكانه ابنه محمد .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت [الخطيب] علي بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر ، قال: لم يزل عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب واليا - يعني على القضاء - بالجانب الشرقي من بغداد وعلى الكرخ أيضا من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ومائتين إلى ليلة السبت لثلاث عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين ، فإن الفالج [ ص: 106 ] ضربه فيها ، فأسكت فاستخلف [له] ابنه محمد على عمله كله في يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين ، وكان سريا جميلا واسع الأخلاق ، ولم يكن له خشونة ، فاضطربت الأمور بنظره ، ولبست عليه في أكثر أحواله وكانت أمور السلطان كلها قد اضطربت ، ولم يزل على خلافة أبيه إلى سنة إحدى وثلاثمائة وتوفي .
ووردت في شهر ربيع الأول هدايا أنفذها أحمد بن إسماعيل بن أحمد من خراسان منها مائة وعشرون غلاما على دوابهم ، ومعهم أسلحتهم ، [وخمسون بازيا] ، وخمسون جملا عليها فاخر الثياب ، [و] من الشهاوي خمسون ، وخمسون رطلا من المسك .
وفى شعبان أخذ رجلان من باب محول يقال أحدهما أبو كثيرة ، والآخر يعرف بالشمري ، فذكرا أنهما أصحاب رجل يعرف بمحمد بن بشر يدعي الربوبية .
وورد الخبر في ذي القعدة بمسير الروم إلى اللاذقية ، وأن ريحا صفراء حارة هبت بحديثة الموصل في أول ذي الحجة ، فمات لشدة حرها جماعة .
وفى هذه السنة حج بالناس الفضل بن عبد الملك . [ ص: 107 ]