2970 - جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الفرات ، أبو الفضل ، المعروف بابن حنزابة الوزير :
ولد في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة ، ونزل مصر وتقلد الوزارة لأميرها كافور ، وكان أبوه وزير ، وحدث عن المقتدر محمد بن هارون الحضرمي وطبقته من البغداديين . وكان يذكر أنه سمع من البغوي مجلسا ، ولم يكن عنده ، فكان يقول : من جاءني به أغنيته ، وكان يملي الحديث بمصر فخرج إليه [ ] وأقام عنده مدة فصنف له المسند ، وحصل له من جهته مال كثير ، وروى عنه الدارقطني في كتاب المدبج وغيره أحاديث . الدارقطني
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، قال : حدثني [ ص: 28 ] محمد بن أحمد اللخمي بالأنبار ، قال : أنشدني أبو القاسم عمر بن عيسى المسعودي بمصر ، قال : أنشدنا الوزير أبو الفضل جعفر بن الفرات ابن حنزابة لنفسه :
من أخمل النفس أحياها وروحها ولم يبت طاويا منها على ضجر إن الرياح إذا هبت عواصفها
فليس ترمي سوى العالي من الشجر
2971 - الحسين بن أحمد بن الحجاج ، أبو عبد الله الشاعر :
كان من أولاد العمال والكتاب ، وكانت إليه حسبة بغداد في أيام عز الدولة ، فاستخلف عليها ستة أنفس كلهم لا خير فيه ، ثم تشاغل بالشعر وتفرد بالسخف الذي يدل على خساسة النفس ، فحصل الأموال به ، وصار ممن يتقى لسانه ، وحمل إليه صاحب مصر عن مديح مدحه [به ] ألف دينار مغربية ، وقد أفرد أبو الحسن الرضي من شعره ما خلا عن السخف ، وهو شعر حسن .
أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد الصائغ ، أنبأنا أبو علي محمد بن وشاح ، قال :
أنشدنا أبو عبد الله بن الحجاج لنفسه :
قالوا غدا العيد فاستبشر به فرحا فقلت ما لي وما للعيد والفرح
قد كان داء الهوى لم تمس نازلة بعقوتي وغراب البين لم يصح
[ ص: 29 ] أيام لم يخترم قربى المنون ولم يغد الصباب على شملي ولم يرح
فاليوم بعدك قلبي غير منفسح لما يسر وصدري غير منشرح
وطائر نام في خضراء مؤنقة على شفا جدول بالعشب متشح
بالعمر من واسط والليل ما هبطت فيه النجوم وضوء الصبح لم يلح
بكى وناح ولولا أنه شجن بشجو قلبي المعنى فيك لم ينح
بيني وبينك وعد ليس يخلفه بعد المزار وعهد غير مطرح
فما ذكرتك والأقداح دائرة إلا مزجت بدمعي باكيا قدحي
ولا سمعت لصوت فيه ذكر نوى إلا عصيت عليه كل مقترح
نعوه على ضن قلبي به فلله ماذا نعى الناعيان
رضيع صفاء له شعبة من القلب مثل رضيع اللبان
بكيتك للشرد السائرات تعبق ألفاظها بالمعاني
وما كنت أحسب أن المنون تفل مضارب ذاك اللسان
ليبك الزمان طويلا عليك فقد كنت خفة روح الزمان
فقال :
أفسد حسن مذهبي في الشعر سوء المذهب
وحملي الجد على ظهر حصان اللعب
لم يرض مولاي علي بسبب أصحاب النبي
[ ص: 30 ] وقال لي ويلك يا أحمق لم لم تتب
من بغض قوم من رجا ولاءهم لم يخب
رمت الرضى جهلا بما أصلاك نار اللهب
2972 - عبد العزيز بن أحمد ، أبو الحسن الخرزي القاضي :
كان يقضي بالمخرم وحريم دار الخلافة وباب الأزج والنهروانات وطريق خراسان ، وكان على مذهب داود الأصفهاني ، وتقدم إليه وكيلان في خصومة فاحتكما فبكى أحدهما ، فقال القاضي : أرني الوكالة فأراه إياها فتأملها ، ثم قال : ما رأيت فيها أنه جعل إليك أن تبكي عنه ، فنهض الوكيل وضحك الحاضرون .
توفي الخرزي في هذه السنة .
2973 - عيسى بن الوزير علي بن عيسى بن داود بن الجراح ، أبو القاسم :
ولد في رمضان سنة اثنتين وثلاثمائة ، وزر أبوه المعلوم فضله ، ونظر هو وكتب له ، وروى عن للطائع البغوي ، وابن أبي داود ، ، وابن صاعد وغيرهم . وروى عنه وابن دريد الأزهري ، والخلال ، والصيمري ، وغيرهم .
وكان ثبت السماع صحيح الكتاب ، وأملى الحديث ، وكان عارفا بالمنطق فرموه بشيء من مذهب الفلاسفة .
أخبرنا القزاز ، أخبرنا أحمد بن ثابت ، قال : أنشدني أبو يعلى ابن الفراء ، قال :
أنشدني عيسى بن الوزير علي بن عيسى لنفسه :
رب ميت قد صار بالعلم حيا ومبقى قد حاز جهلا وغيا
[ ص: 31 ] فاقتنوا العلم كي تنالوا خلودا لا تعدوا الحياة في الجهل شيئا
رأيت جفاء الدهر لي فجفوتني كأنك غضبان على مع الدهر
ولا عار إن زالت عن الحر نعمة ولكن عارا أن يزول التجمل