وفي ليلة الأربعاء لثلاث بقين من صفر وقت العشاء واستعظم الناس ما رأوه منه . انقض كوكب كبير الجرم عن يمنة القبلة ، وملأ الأرض ضوؤه
وفي شعبان بالكوفة صاعقة في أثناء رعد وبرق ، فسقطت على حائط فرمت به ، وفي رمضان وقعت . انقض كوكب من المشرق إلى المغرب غلب ضوؤه ضوء القمر ، وتقطع قطعا وبقي ساعة طويلة
وفي شوال توفيت بنت أبي نوح الأهوازي [الطبيب زوجة أبي نصر بن إسرائيل ] كاتب المناصح أبي الهيجاء ، فأخرجت جنازتها نهارا ومعها النوائح والطبول والزمور والرهبان والصلبان والشموع ، فقام رجل من الهاشميين فأنكر ذلك ورجم الجنازة ، فوثب أحد غلمان المناصح بالهاشمي فضربه [بدبوس ] على رأسه فشجه فسال دمه وهرب النصارى بالجنازة إلى بيعة دار الروم ، فتبعهم المسلمون ونهبوا البيعة وأكثر دور النصارى المجاورة لها ، وعاد ابن إسرائيل إلى داره فهجموا عليه فهرب منهم ، وأخرج ابن إسرائيل مستخفيا حتى أوصل إلى دار المناصح ، وثارت الفتنة بين العامة وغلمان المناصح ، وزادت ورفعت المصاحف في الأسواق ، وغلقت أبواب المساجد ، وقصد الناس دار الخليفة على سبيل الاستنفار ، وركب ذو النجادين أبو غالب إلى دار المناصح ، فأقام بها . [ ص: 92 ]
ووردت رسالة الخليفة إلى المناصح بإنكار ما جرى وتعظيم الأمر فيه وبالتماس ابن إسرائيل وتسليمه ، فامتنع المناصح من ذلك ، فغاظ الخليفة امتناعه وتقدم بإصلاح الطيار للخروج عن البلد ، وجمع الهاشميين إلى داره .
واجتمعت العوام في يوم الجمعة ، وقصدوا دار المناصح ودفع غلمانه ، فقتل رجل ذكر أنه علوي ، فزادت الشناعة وامتنع الناس من صلاة الجمعة ، وظفرت العامة بقوم من النصارى فقتلوهم ، وترددت الرسائل إلى المناصح إلى أن بذل حمل ابن إسرائيل إلى دار الخلافة ، فكف العامة عن ذلك وألزم أهل الذمة الغيار ، ثم أفرج عن ابن إسرائيل في ذي القعدة .
وفي ذي القعدة : يمين الدولة [أبو القاسم ] محمود إلى حضرة الخليفة كتابا ورد إليه من صاحب الحاكم مصر يدعوه فيه إلى طاعته والدخول في بيعته ، وقد خرقه وبصق في وسطه . بعث
وفي هذه السنة : قرئ عهد أبي نصر بن مروان الكردي على آمد وميافارقين وديار بكر ، وخلع عليه الطوق والسوار ، ولقب نصير الدولة .
وفيها ورد حاج خراسان ووقف الأمر في خروجهم إلى مكة لفساد [في ] الطريق وغيبة فخر الملك ، فانصرفوا وبطل الحج من خراسان والعراق
وفيها : خلع علي أبي الحسن علي بن مزيد ، وهو أول من تقدم من أهل بيته . [ ص: 93 ]