ثم دخلت سنة سبع وثلاثين وأربعمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه في المحرم قبل قاضي القضاة أبو عبد الله الحسين بن علي شهادة أبي منصور عبد الملك بن محمد بن يوسف بأمر الخليفة .
وفي يوم الاثنين لثمان بقين من ربيع الآخر رسم لأبي القاسم علي بن الحسن ابن المسلمة من حضرة الخليفة النظر في أمور خدمته وتقدم إلى الحواشي بتوفية حقوقه فيما جعل إليه فجلس لذلك على باب دهليز الفردوس وعليه الطيلسان وبين يديه الدواة وحضر من جرت عادته بحضور الموكب فهنأوه وفي يوم الخميس الثامن من جمادى الأولى خلع عليه واستدعي إلى حضرة وخرج فجلس في الديوان في مجلس عميد الرؤساء ودسته وحمل على بلغة بمركب ومضى إلى داره بدرب سليم من القائم بأمر الله الرصافة ومعه الخدم والحجاب والأشراف والقضاة والشهود .
وفي شوال: حدثت فتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة قتل جماعة فيها من الفريقين وجاء صاحب المعونة ونفر العامة على اليهود وأحرقوا الكنيسة العتيقة ونهبوا دور اليهود .
وفيها وقع الوباء في الخيل فهلك من معسكر أبي كاليجار اثنا عشر ألف رأس
[ ص: 303 ]
وعم ذلك في البلاد وامتلأت حافات دجلة من جيف الخيل .
وورد الخبر بمجيء إبراهيم ينال أخي طغرل بك إلى قرميسين وأخذها من يد أبي الشوك فارس بن محمد وتلا ذلك مجيئه إلى حلوان فإنه عمرها في مدة .
ومات أبو الحسين العلاء بن أبي علي الحسين بن سهل النصراني بواسط فجلس قوم من أقاربه [في مسجد] على بابه للعزاء به وأخرج تابوته نهارا ومعه قوم من الأتراك فثار العوام فأعروا الميت من أكفانه وأحرقوه ورموا بقيته في دجلة ومضوا إلى الدير فنهبوه وعجز الأتراك عن دفعهم .