ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3474 - أحمد بن أحمد بن سليمان [بن علي] الواسطي .
سمع أبا أحمد الفرضي ، وأبا عمر بن مهدي وغيرهما ، وكان سماعه صحيحا .
وتوفي يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الأول ، وحدث عنه شيخنا أبو القاسم بن السمرقندي ، ودفن بباب حرب .
3475 - حمد بن محمد بن طالب ، أبو طالب الدلال ، وهو حمو ابن القزويني الزاهد :
ولد سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ، وحدث عن أبي الحسن ابن رزقويه وغيره ، وتوفي يوم الاثنين سابع عشر ربيع الأول ، ودفن بباب حرب .
3476 - أحمد بن محمد [بن أحمد] بن يعقوب بن حمد ، وهو أبو بكر الوزان المقرئ :
ولد في صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، وحدث عن خلق كثير ، وهو آخر من [ ص: 193 ] حدث عن أبي الحسين بن سمعون ، وكان ثقة زاهدا متعبدا ، حسن الطريقة ، كتب عنه أبو بكر الخطيب ، وكان صدوقا .
وتوفي في ليلة السبت رابع عشرين ذي الحجة ، ودفن بمقبرة باب حرب .
3477 - أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله ، أبو الحسين بن النقور البزاز :
ولد في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، وسمع من ابن حبابة ، وابن مردك ، والمخلص ، وخلق كثير ، وكان [مكثرا] صدوقا ثقة ، متحريا فيما يرويه ، تفرد بنسخ رواها البغوي عن أشياخه: كشيخه هدبة ، وكامل بن طلحة ، وعمر بن زرارة ، وأبي السكن البلدي ، وكان يأخذ على جزء طالوت بن عباد دينارا .
قال شيخنا ابن ناصر: كان أصحاب الحديث يشغلونه عن الكسب لعياله ، فأفتاه أبو إسحاق الشيرازي بجواز أخذ الأجرة على التحديث ، وكان يأخذ زكاة ، ويسكن طرف درب الزعفران مما يلي الكرخ .
حدثنا عنه جماعة من أشياخنا آخرهم أبو القاسم بن الحاسب ، وهو آخر من حدث عنه ، وتوفي يوم الجمعة النصف من رجب هذه السنة ، ودفن من الغد في مقابر الشهداء بباب حرب .
3478 - أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد ، أبو صالح المؤذن النيسابوري :
ولد سنة ثمان وثمانين ، وحفظ القرآن وهو ابن تسع سنين ، وسمع الكثير ، وكتب الكثير وصنف ، وكان حافظا ثقة ، ذا دين متين وأمانة [وثقة] وكان يعظ ويؤذن .
أنبأنا زاهر بن طاهر قال: خرج أبو صالح المؤذن ألف حديث عن ألف شيخ . [ ص: 194 ]
3479 - عبد الله بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي ، أبو القاسم بن أبي محمد الخلال :
ولد في شعبان سنة خمس وثمانين ، وسمع من المخلص ، وأبي حفص الكتاني وغيرهما ، وهو آخر من حدث عن الكتاني وعمر ، ونقل عنه الكثير ، وروى عنه أشياخه وكان ثقة .
أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: عبد الله بن محمد الخلال: كتبت عنه ، وكان صدوقا ينزل باب الأزج ، وسألته عن مولده فقال:
ولدت في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة .
توفي يوم الأحد ثامن عشر صفر هذه السنة ، وصلي عليه في جامع المدينة ، ودفن بمقبرة باب حرب .
3480 - عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن إبراهيم [بن منده ، ومنده [لقب] إبراهيم ، أبو القاسم بن أبي عبد الله الأصبهاني الإمام ابن الإمام .
ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة ، وسمع أباه ، وأبا بكر بن مردويه وخلقا كثيرا ، وكان كثير السماع ، كبير الشأن ، سافر البلاد ، وصنف التصانيف ، وخرج التاريخ ، وكان له وقار وسمت وأتباع فيهم كثرة ، وكان متمسكا بالسنة ، معرضا عن أهل البدع ، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ، لا يخاف في الله لومة لائم ، وكان سعد بن محمد الزنجاني [ ص: 195 ] يقول: حفظ الله الإسلام برجلين: أحدهما بأصبهان ، والآخر بهراة عبد الرحمن بن منده ، وعبد الله الأنصاري .
توفي بأصبهان في هذه السنة وصلى عليه أخوه عبد الوهاب وحضر جنازته خلق لا يعلم عددهم إلا الله تعالى .
3481 - عبد الملك بن عبد الغفار بن محمد بن المظفر بن علي ، أبو القاسم الهمذاني يلقب سحير :
سمع خلقا كثيرا بهمذان وبغداد ، وكان فقيها حافظا ، وكان من الأولياء ، كان يكتب للطلبة بخطه ، ويقرأ لهم .
توفي باكري في محرم هذه السنة ، ودفن بجنب إبراهيم الخواص .
3482 - عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن موسى بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب ، أبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي :
ولد سنة إحدى عشرة وأربعمائة ، وكان عالما فقيها ، ورعا عابدا زاهدا ، قئولا بالحق لا يحابي أحدا ، ولا تأخذه في الله لومة لائم .
سمع أبا القاسم بن بشران ، وأبا محمد الخلال ، وأبا إسحاق البرمكي ، وأبا طالب العشاري وغيرهم ، وتفقه على القاضي أبي يعلى ، ثم ترك الشهادة قبل وفاته ، ولم يزل يدرس في مسجده بسكة الخرقي من باب البصرة وبجامع المنصور ، ثم انتقل إلى الجانب الشرقي فدرس في مسجد مقابل لدار الخلافة ثم انتقل لأجل الغرق إلى باب الطاق ، وسكن درب الديوان من الرصافة ، ودرس بجامع المهدي ، وبالمسجد الذي على باب درب الديوان ، وكان له مجلس نظر ، ولما احتضر القائم بأمر الله قال: يغسلني [ ص: 196 ] عبد الخالق . ففعل ولم يأخذ [مما هناك] شيئا فقيل له: قد وصى لك أمير المؤمنين بأشياء كثيرة . فأبى أن يأخذ . فقيل له: فقميص أمير المؤمنين تتبرك به . فأخذ فوطة نفسه فنشفه بها ، وقال: قد لحق هذه الفوطة بركة أمير المؤمنين .
ثم استدعاه في مكانه المقتدي فبايعه منفردا ، فلما وصل إلى بغداد أبو نصر بن القشيري ظهرت الفتن ، فكان هو شديدا على المبتدعة وقمعهم ، وحبس فضج الناس من حبسه ، وإنما حبس قطعا للفتن في دار والناس يدخلون عليه ، وقيل له: نكون قريبا منك نراجعك في أشياء ، فلما اشتد مرضه تحامل بين اثنين ، ومضى إلى باب الحجرة وقال: قد جاء الموت ، ودنا الوقت ، وما أحب أن أموت إلا في بيتي بين أهلي: فأذن له ، فمضى إلى بيت أخته بالحريم الظاهري .
وقرأت بخط أبي علي بن البناء ، قال: جاءت رقعة بخط الشريف أبي جعفر ووصيته إلى الشيخ أبي عبد الله بن جردة فكتبتها وهذه نسختها: ما لي يشهد الله سوى الدلو والحبل أو شيء يخفى علي لا قدر له ، والشيخ أبو عبد الله ، لئن راعاكم بعدي وإلا فالله لكم ، قال الله عز وجل: وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله ومذهبي الكتاب والسنة وإجماع الأمة ، وما عليه مالك [وأحمد] والشافعي ، وغيرهم ممن يكثر ذكرهم ، والصلاة بجامع المنصور إن سهل ذلك عليهم ، ولا يقعد لي عزاء ، ولا يشق على جيب ، ولا يلطم خد ، فمن فعل ذلك فالله حسيبه .
فتوفي ليلة الخميس للنصف من صفر ، وتولى غسله أبو سعيد البرداني وابن الفتى ، لأنه أوصى إليه بذلك ، وكانا قد خدماه طول مرضه ، وصلي عليه يوم الجمعة بجامع المنصور فازدحم الناس ، وكان يوما مشهودا لم ير مثله ، وكانت العوام تقول:
ترحموا على الشريف الشهيد القتيل المسموم ، لأنه قيل إن بعض المبتدعة ألقى سما في مداسه . ودفن إلى جانب قبر أحمد بن حنبل ، وكان الناس يبيتون هناك كل ليلة أربعاء [ ص: 197 ] ويختمون الختمات ، وتخرج المتعيشون فيبيعون المأكولات ، وصار ذلك فرجة للناس ، ولم يزالوا كذلك إلى أن جاء الشتاء فامتنعوا ، فختم على قبره في تلك المدة أكثر من عشرة آلاف ختمة .
3483 - محمد بن محمد [بن محمد] بن عبد الله ، أبو عبد الله بن أبي الحسن البيضاوي .
والد شيخنا أبي الفتح .
حدث بشيء يسير عن أبي القاسم عمر بن الحسين الخفاف ، وكان فقيها على مذهب الشافعي ، تولى القضاء بربع الكرخ .
وتوفي في ربيع الأول من هذه السنة ، ودفن إلى جانب أبيه في مقبرة باب حرب .
3484 - بنت الوزير نظام الملك ، [وهي] زوجة الوزير عميد الدولة ابن الوزير فخر الدولة .
توفيت في شعبان نفساء بولد ذكر مات بعدها فدفنا بدار بباب العامة لأبيها ، ولم تكن العادة جارية بالدفن في ما يدور عليه السور ، وجلس فخر الدولة وأبو العميد الدولة للعزاء بها ثلاثة أيام . [ ص: 198 ]


