[جرح السلطان بركيارق]
وفي رمضان جرح السلطان بركيارق ، جرحه رجل سجزي كان ستريا على بابه [ ص: 18 ] بعد الإفطار ، فأخذ الجارح ، وأقر على رجلين سجزيين أنهما أعطياه مائة دينار ليقتله ، فقتل وقررا فاعترفا ، فضربا فلم يقرا على من أمرهما بذلك ، [وعذبا بأنواع العذاب فلم يذكرا من وضعهما] فترك أحدهما تحت يد الفيل فقال: خلصوني حتى أقر بالحال .
فلما خلي التفت إلى رفيقه فقال له: يا أخي ، لا بد من هذه القتلة فلا تفضح أهل سجستان بإفشاء الأسرار ، فقتلا ، وبعث يمن الخادم إلى السلطان مهنئا له بالسلامة .
وفي ذي القعدة: خرج من أبو حامد الغزالي بغداد متوجها إلى بيت المقدس تاركا للتدريس في النظامية ، زاهدا في ذلك ، لابسا خشن الثياب بعد ناعمها ، وناب عنه أخوه في التدريس ، وعاد في السنة الثالثة من خروجه وقد صنف كتاب "الإحياء" فكان يجتمع إليه الخلق الكثير كل يوم في الرباط فيسمعونه منه ، ثم حج في سنة تسعين ، ثم عاد إلى بلده .
وفي يوم عرفة: خلع على القاضي أبي الفرج عبد الوهاب بن هبة الله السيبي ، ولقب بشرف القضاة ، ورد إليه ولاية القضاء بالحريم وغيره .
وفي هذه السنة: اصطلح أهل الكرخ مع بقية المحال ، وتزاوروا وتواكلوا وتشاربوا ، وكان هذا من العجائب .