دار المملكة] [وقوع حريق في
وفي عتمة يوم الأحد رابع جمادى الآخرة: وقع الحريق في دار المملكة ، فاحترقت الدار التي استجدها بهروز الخادم ، وكان السبب أن جارية كانت تختضب بالحناء في الليل ، وقد أسندت الشمعة إلى خيش ، فعلقت به النار ، فما تجاسرت أن تنطق فاحترقت الدار ، وكان السلطان نائما على السطح فنزل وهرب إلى سفينة ، ووقف وسط دجلة ، وقيل: إنه مضى إلى دار برنقش الزكوي ، وذهب من الفرش والآلات والأواني واللؤلؤ والجوهر ما يزيد على قيمة ألف ألف دينار ، وغسل غسالون التراب فظفروا بالذهب والحلي سبائك ، ولم يسلم من الدار شيء ولا خشبة واحدة ، وعاد السلطان إلى دار المملكة ، وتقدم ببناء دار له على المسناة المستجدة ، وأن تعمل آزاجا استظهارا ، وأعرض عن الدار التي احترقت ، وقال: إن أبي لم يتمتع بها ولا امتد بقاؤه بعد انتقاله إليها ، وقد ذهبت أموالنا فيها فلا أريد عمارتها ، ومضى الوزير ابن صدقة إليه مهنئا بسلامة نفسه .
أصفهان] [وصول الخبر بحريق جامع
ثم وصل الخبر من أصفهان بعد يومين بحريق جامع أصفهان ، وأن ذلك كان في الليلة السابعة [والعشرين من ربيع الآخر] قبل حريق الدار السلطانية بثمانية أيام ، وهذا جامع كبير أنفقت الأموال في العمارة له ، وكان فيه من المصاحف الثمينة نحو خمسمائة مصحف ، من جملتها مصحف ذكر أنه بخط واحترقت فيه أخشاب اعترم عليها زائد على ألف ألف دينار ، وورد من أبي بن كعب ، أصفهان بعد ذلك القاضي أبو القاسم إسماعيل بن أبي العلاء صاعد بن محمد البخاري ، ويعرف بابن الدانشمنده مدرس الحنفيين ، وجلس في دار السلطان للوعظ في رمضان ، وحضر السلطان وكافة أوليائه ثم اجتمع الشافعيون في دار الخلافة شاكين من هذا الوعظ ، وذكروا أنه تسمح بذكر أصحابهم وغض منهم .