بغداد من الغرق] [زيادة الماء حتى خيف على
وفي هذه السنة: زاد الماء حتى خيف على بغداد من الغرق ، وتقدم إلى القاضي أبي العباس ابن الرطبي بالخروج إلى القورج ومشاهدة ما يحتاج إليه ، وهذا القورج الذي غرق الناس منه في سنة ست وستين تولى عمارته نوشتكين خادم أبي نصر بن جهير [ ص: 204 ] وكتب اسمه عليه وضرب عليه خيمه ولم يفارقه حتى أحكمه ، وغرم عليه ألوف دنانير من مال نفسه ، وسأله محمد الوكيل أن يأخذ منه ثلاثة آلاف دينار ويشاركه في الثواب فلم يفعل ، وقال: إخراج المال عندي أهون ، وحاجتي إلى الله تعالى أكثر من حاجتي إلى المال .
وفي يوم الأربعاء رابع عشر صفر: مضى الوزير أبو علي بن صدقة ومعه موكب الخليفة إلى القورج ، واجتمع بالوزير أبي طالب ، ووقفا على ظهور مراكبهما ساعة ثم انصرفا ، فما استقر الناس في منازلهم حتى ووقع برد عظيم معه ولم يبق بالبلد دار إلا ودخل الماء من حيطانها وأبوابها وخرج من آبار الناس . جاء مطر عظيم أجمع الأشياخ أنهم لم يروا مثله في أعمارهم ،
وفي هذا الوقت: ورد الحاج شاكرين لطريقهم واصفين نعمة الله تعالى بكثرة الماء والعشب ورخص السعر ، وكانت الكسوة نفذت على يدي [القاضي] أبي الفتح ابن البيضاوي ، وأقام بالمدينة لعمارة ما تشعث من مسجدها .
وفي عشية سلخ صفر: تقدم السلطان بالاستظهار على منصور بن صدقة ، ونفذ إلى مكان فوثق عليه .