ثم دخلت سنة سبع وعشرين وخمسمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه مسعود بن محمود في صفر ، فمضى الوزير في الموكب إلى داره ليهنئه ثم خطب له بالسلطنة ، ومن بعده دخل لداود ابن أخيه ، ونثرت الدنانير بجامع القصر حين الخطبة وخلع عليهما وعلى الأمير آقسنقر الأحمديكي بباب الحجرة ، وعادوا في السفن وذلك في خامس ربيع الأول .
وفي آخر ذلك اليوم ، إلى المسترشد الرملة ، وخرج في صبيحة الاثنين سادس الشهر في شبارة مصعدا إلى مشرعة التستريين ، وكان على صدر السفينة خرج رحل برنقش البازدار قائما بيده سيف مشهور وآقسنقر الأحمديكي قائما بين يديه ، وفي الشبارة صاحب المخزن ونظر ومرتجى الخادم وركب من هناك إلى المضارب ، ومشى الملكان بين يديه مسافة يسيرة ، ثم أمرهما بالركوب فسيرهما إلى آذربيجان بعد أن خلع عليهما ، وعاد هو وضم إليهما نظر الخادم ومعه خيمة سوداء ومهد ولواء لحرب طغرل فلقوه وهزموه واستقر مسعود بهمذان ، آقسنقر الأحمديكي ، وظهر أنه قتله باطنية ، واتهم وقتل مسعود بقتله ، وضربت الطبول ببغداد للبشارة .
وفي صفر: خلع على القاضيين ابن الكرجي ، وابن يعيش ، ابن الكرجي [ ص: 276 ] القضاء والحسبة بنهر معلى ، وولي ابن يعيش القضاء بباب الأزج ، وسلم إليه النظر في الوقوف والتركات والترب . وولي
وجمع دبيس جمعا بواسط ، وانضم إليه الواسطيون ، وابن أبي الخير ، وبختيار ، وشاق ، فنفذ إليه البازدار وإقبال الخادم فهزموه وأسر بختيار .
على المسير إلى المسترشد الموصل ، فعبرت الكوسات والأعلام من الجانب الشرقي إلى الغربي يوم السبت ثاني عشر شعبان ، ونودي بالجانب الشرقي من تخلف من الجند بعد يومنا هذا ولم يعبر أبيح دمه . وعزم
ونزل أمير المؤمنين في الدار الزكوية التي على الصراة ، ثم رحل عنها إلى الرملة ، ثم إلى المزرفة ومعه نيف وثلاثون أميرا واثنا عشر ألف فارس ، ونفذ إلى بهروز يقول له:
تنزل عن القلعة وتسلمها وتسلم الأموال وتدخل تحت الطاعة حتى نسلم إليك البلاد ، فأجاب بالطاعة وقال: أنا رجل كبير عاجز عن الخدمة بل أنا أنفذ الإقامة وأنفذ مالا برسم الخدمة ففعل وأعفي ، ثم وصل إلى المسترشد الموصل في العشرين من رمضان فحاصرها ثمانين يوما وكان القتال كل يوم ، ووصل إليه أبو الهيج الكردي المقيم بالجبل ومعه عساكر كثيرة ، ثم إن زنكي كاتب الخليفة بأني أعطيك الأموال وارحل عنا ، فلم يجبه ثم رحل ، وقيل: كان السبب في رحيله أنه بلغه أن مسعودا غدر وقتل الأحمديكي وخلع على دبيس . وتقدم الخليفة بنقض بستان العميد بقصر عيسى وأخذ آجره إلى السور .
أبو الحسن ابن الزاغوني ، وكانت له حلقة في جامع المنصور يناظر فيها قبل الصلاة ثم يعظ بعدها ، وكان يجلس يوم السبت عند قبر وتوفي شيخنا معروف وفي باب البصرة وبمسجد ابن الفاعوس ، فأخذ أماكنه أبو علي بن الراذاني ، ولم أعطها أنا لصغر سني ، فحضرت بين يدي الوزير أنوشروان ، وأوردت فصلا من المواعظ فأذن لي في الجلوس في جامع المنصور ، فتكلمت فيه فحضر مجلسي أول يوم جماعة أصحابنا [ ص: 277 ] الكبار من الفقهاء ، منهم عبد الواحد بن شنيف ، وأبو علي ابن القاضي ، وأبو بكر بن عيسى ، وابن قسامي وغيرهم ، ثم تكلمت في مسجد عند قبر معروف وفي باب البصرة وبنهر معلى ، واتصلت المجالس وكثر الزحام ، وقوي اشتغالي بفنون العلوم ، وسمعت من الفقه ، وعلى أبي بكر الدينوري اللغة ، وتتبعت مشايخ الحديث ، وانقطعت مجالس أبي منصور الجواليقي أبي علي ابن الراذاني ، واتصلت مجالسي لكثرة اشتغالي بالعلم .