سمع ببغداد أبا محمد التميمي ، وأبا الفوارس طرادا ، وأبا الخطاب بن النظر ، وأبا عبد الله بن طلحة ، وسمع بنيسابور من جماعة وببلخ وهراة ، ودخل مرو ، وجال في خرسان ، وشرح كتاب "الشهاب" وكانت له معرفة بالحديث والفقه ، وكان يتدين ويعظ ويتكلم على طريقة التصوف والمعرفة من غير تكلف الوعاظ ، فكم من يوم صعد المنبر [ ص: 318 ] وفي يده مروحة يتروح بها وليس عنده أحد يقرأ كما تفعل القصاص ، وقرأت عليه كثيرا من الحديث والتفسير ، وكان نعم المؤدب ، يأمر بالإخلاص وحسن القصد ، وكان ينشد:
كيف احتيالي وهذا في الهوى حالي والشوق أملك بي من عذل عذالي وكيف أسلو وفي حبي له شغل
يحول بين مهماتي وأشغالي
انظر هل ترى جبيني يعرق؟ قال: نعم فقال: الحمد لله هذه علامة المؤمن . يريد بذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم بسط يده عند الموت ، وقال: "المؤمن يموت بعرق الجبين"
ها قد مددت يدي إليك فردها بالفضل لا بشماتة الأعداء