ثم دخلت سنة أربعين وخمسمائة
فمن الحوادث فيها :
أنه في جمادى الآخرة يوسف الدمشقي للتدريس بالمدرسة التي بناها ابن الإبري بباب الأزج ، وحضر قاضي القضاة وصاحب المخزن وأرباب الدولة . جلس
وفي يوم الأحد العشرين من رجب : دخل السلطان مسعود بغداد ، وكان السبب أن بزبه سار من بلاده إلى أصبهان متظاهرا بطاعة السلطان مسعود ، وكتب إلى عباس صاحب الري بالوصول إليه ، فوصل إليه ، وكان مع بزبه محمد شاه بن محمود فاستشعر السلطان مسعود من اجتماعهما ، فقصد العراق فسار بزبه وعباس إلى همذان ، وتظاهرا بالعصيان واتصل بهما الملك سليمان شاه بن محمد فخطبوا لمحمد شاه ، ولسليمان شاه وتوجهوا لحرب السلطان مسعود [فلقيه سليمان شاه طائعا وعاد بزبه إلى بلاده ] .
[وفي رمضان : خرج السلطان مسعود ] من بغداد ، وكان علي بن دبيس ببغداد فخرج منها هاربا ، وهو صبي ، وكان السبب أن السلطان مسعودا لما أراد الخروج من بغداد أشار مهلهل بحمل علي بن دبيس إلى قلعة تكريت ، فعلم فهرب في خمسة عشر فارسا فقصد النيل ثم مضى إلى الأزيز وجمع بني أسد وساروا إلى الحلة وفيها أخوه محمد بن دبيس فتحاربا فنصر على محمد فانهزم محمد وانهزم جنده ، ثم أخذ وملك [ ص: 45 ] على الحلة فاحتقر أمره فاستفحل ، فقصدهم مهلهل ومعه أمير الحاج نظر في عسكر بغداد فنصر عليهم وهزمهم أقبح هزيمة وعادوا مفلولين إلى بغداد ، فأسمعهم العامة أقوالا قبيحة ، ثم إن السلطان أقره على الحلة .
وفي هذه السنة : احترز الخليفة من أهله وأقاربه وضيق على الأمير أبي طالب .