[ ص: 77 ] ثم دخلت سنة خمس وأربعين وخمسمائة
فمن الحوادث فيها :
أنه يوسف الدمشقي مدرسا في النظامية من جانب الأعاجم وألقى الدرس واجتمع له الفقهاء والخلق الكثير ولم يكن ذلك عن إذن الخليفة وكان ميل الخليفة إلى في المحرم جلس ابن النظام فلما كان يوم الجمعة منع يوسف من الدخول إلى الجامع وإلى دار الخلافة وضربت جماعة من أصحابه بالخشب وصلى الجمعة في جامع السلطان ولم يعد إلى المدرسة وألزم بيته .
وفي يوم السبت سابع عشرين المحرم : جلس أبو النجيب للتدريس في النظامية يتقدم السلطان مسعود ، فإنه مضى إلى مدرسته ، وصلى وراءه الصبح وتقدم إليه بالتدريس في النظامية ، فقال له : أريد إذن الخليفة ، فاستخرج له إذن الخليفة .
دجلة فبلغ الماء إلى باب المدرسة ، ومنع الجواز من طريق الرباط ودخلت السفن وزادت الرقة .
وقد ذكرنا أن الخادم نظرا لما حج خرج بالحاج مريضا فعاد وسلمهم إلى قيماز ، فلما وصلوا إلى مكة طمع أمير مكة في الحاج واستزرى بقيماز فطمعت العرب ووقفت في الطريق وبعثوا يطلبون رسومهم ، فقال قيماز للحاج : المصلحة أن تعطوهم [ ص: 78 ] ونستكفي شرهم ، فامتنع الحاج من ذلك فقال لهم : فإذا لم تفعلوا فلا تزوروا السنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغاثوا عليه ، وقالوا : نمضي إلى سنجر فنشكو منك ، وكانوا قد وصلوا إلى الغرابي فخرجت عليهم العرب بعد العصر يوم السبت رابع عشر المحرم فقاتلوهم ، فكثرت العرب فأخذوا من الثياب والأموال والأجمال والأحمال ما لا يحصى ، وأخذوا من الدنانير ألوفا كثيرة ، فتحدث جماعة من التجار أنه أخذ من هذا عشرة آلاف ، ومن هذا عشرون ألفا ، ومن هذا ثلاثون ألفا ، وأخذ من خاتون أخت مسعود ما قيمته مائة ألف دينار ، وتقطع الناس وهربوا على أقدامهم يمشون في البرية فماتوا من الجوع والعطش والعري ، وقيل : إن النساء طين أجسامهن بالطين لستر العورة ، وما وصل قيماز إلى المدينة إلا في نفر قليل .
باليمن مطر كله دم حتى صارت الأرض مرشوشة بالدم وبقي أثره بثياب الناس . وجاء في هذه السنة
ومرض ابن البلنكري وهو خاص السلطان مسعود ، فلما عوفي أسقط المكوس ، وكان المكاس ببغداد يلقب مختص الحضرة ، وكان يبالغ في أذى الناس ، وأخذ أموالهم ، ويقول : أنا قد فرشت حصيرا في جهنم ، فمرض ومات في ربيع الآخر من هذه السنة .