4319 - أحمد بن محمد بن بكروس الحمامي ، أبو العباس .
ولد سنة اثنتين وخمسمائة وقرأ القرآن على أبي العز ابن كادش وأبي القاسم ابن الحصين وغيرهما وتفقه على شيخنا وكان يكثر الصوم والصلاة فتوفي يوم الثلاثاء خامس صفر وصلي عليه بجامع القصر ودفن بمقبرة أبي بكر الدينوري الإمام أحمد .
4320 - صدقة بن الحسين بن الحسن أبو الفرج الحداد .
ولد سنة سبع وتسعين وأربعمائة وكان في صباه قد حفظ القرآن وسمع شيئا من الفقه وكان له فهم فناظر وأفتى إلا أنه كان يظهر من فلتات لسانه ما يدل على سوء عقيدته وكان لا ينضبط فكان من يجالسه يعثر منه على ذلك وكان يخبط الاعتقاد تارة يرمز إلى إنكار بعث الأجسام ويميل إلى مذهب الفلاسفة وتارة يعترض على القضاء والقدر .
قال المصنف رحمه الله : دخلت عليه يوما وعليه حرير فقال لي ينبغي أن يكون هذا على جمل لا علي أنا . وقال لي يوما أنا لا أخاصم إلا من فوق الفلك ، وقال لي القاضي أبو يعلى ابن الفراء مذ كتب صدقة كتاب الشفاء لابن سينا تغير .
وحدثني أبو الحسن علي بن عساكر المقرئ قال دخلت عليه فقال والله ما أدري من أين جاءوا بنا ولا من أي مضيق يريدون أن يحملونا .
وحدثني عنه الظهير ابن الحنفي الفقيه قال دخلت عليه وهو مضيق قال إني لأفرح بتعثيري ، قلت لم؟ قال لأن الصانع يقصدني . وكان طول عمره ينسخ بأجرة
[ ص: 244 ]
فاتفق في آخر عمره أن تفقده بعض الأكابر فحكى لي عنه أنه كان يقول أنا كنت أنسخ طول عمري لا أقدر على دجاجة فانظر كيف بعث لي الدجاج والحلوى في وقت لا أقدر أن آكله . وهذا من جنس اعتراضات ابن الريوندي وكنت أنا أتأمل عليه إذا قام إلى الصلاة فأكون في أوقات إلى جانبه فلا أرى شفتيه تتحرك أصلا . وكتب إلي في قصيدة أنشأها ، بخطه:
واحيرتا من وجود ما تقدمنا فيه اختيار ولا علم فتقتبس ونحن في ظلمات ما لها قمر
يضيء فيها ولا شمس ولا قبس مدلفين حيارى قد تكنفنا
جهل تجهمنا في وجهه عبس والفعل فيه بلا ريب كلا عمل
والقول فيه كلام كله هوس
لا توطنها فليست بمقام واجتنبها فهي دار الانتقام
أتراها صنعة من صانع أم تراها رمية من غير رامي
وحكى عنه أبو يعلى المقرئ قال كنا عنده فسمع صوت الرعد فقال فوق خباط وأسفل خباط .
قال أبو يعلى: وقال أبياتا أخذتها منه بخطه وهي:
نظرت بعين القلب ما صنع الدهر فألقيه غرا وليس له خبر
فنحن سدى فيه بغير سياسة نروح ونغدو قد تكنفنا الشر
فلا من يحل الزيج وهو منجم ولا من عليه الوحي ينزل والذكر
يحل لنا ما نحن فيه فنهتدي وهل يهتدي قوم أضلهم السكر
عمى في عمى في ظلمة فوق ظلمة تراكمها من دونه يعجز الصبر
ومات يوم السبت ثالث عشر ربيع الآخر وصلي عليه في رحبة الجامع ودفن بمقبرة باب حرب .
وكتب إلي أبو بكر الدلال وكان من أهل السنة الجياد قال: رأيت في ما يرى النائم كأني في سوق وكأن صدقة بن الحسين الحداد عريان وحوله جماعة فتبعته فصعد درجة فصعدت خلفه فقلت يا شيخ صدقة ما فعل الله بك؟ فقال لي ما غفر لي ، فقلت له كذا؟ قال نعم وأعاد القول مرة أخرى وغير عبارته قال: قلت له اغفر لي قال ما أغفر لك ونزل من الدرجة فقلت أين تسكن؟ فقال في بيت في خان فانتبهت فلقيت رجلا كان صديق صدقة فحدثته بما رأيت فقال لي إني رأيت في المنام امرأة أعرف أنها ميتة فقلت لها رأيت صدقة؟ قالت نعم رأيته وسألته ما فعل الله بك؟ قال قد وكل بي كل ملك في السماء وقد ضايقوني حتى قد حنقوني فقلت أين تكون؟ قال مسجون .
4321 - فاطمة بنت نصر بن العطار
توفيت يوم الأربعاء سادس عشر رمضان وأخرجت جنازتها بكرة الخميس إلى جامع القصر ونحي شباك المقصورة لأجلها وحضر جميع أرباب الدولة [سوى] الوزير وصلى عليها أخوها صاحب المخزن وامتلأت الأسواق والشوارع بالناس أكثر من يوم العيد وشيعها إلى مقبرة خلق كثير من الأكابر ودفنت عند أبيها وشاع عنها الذكر الجميل والزهد في الدنيا ، وحدثني أخوها صاحب المخزن أنها كانت كثيرة التعبد شديدة الخوف ما خرجت في عمرها من بيتها إلا ثلاث مرات لضرورة وما كانت تلتفت إلى زينة الدنيا . [ ص: 246 ] أحمد بن حنبل
4322 - محمد بن أحمد بن عبد الجبار ، أبو المظفر الحنفي ، يقال له: المشطب .
ولد سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة كان فقيها على مذهب أبي حنيفة مناظرا أفتى ودرس سنين .
وتوفي ليلة الثلاثاء حادي عشر جمادى الأولى وصلي عليه بجامع القصر ودفن بمقبرة الخيزران .
4323 - محمد بن أسعد بن محمد بن أبي منصور العطاري ، المعروف: بحفدة .
ولد بطوس وكانت له معرفة جيدة بالخلاف وأنس بالتفسير وكان يعظ بتبريز وناظر طويلا ودرس وبلغني أنه أفتى وقدم بغداد بعد الستين وخمسمائة فناظر بها وتوفي بتبريز في رجب هذه السنة .
4324 - محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر رئيس الرؤساء ، أبي القاسم ابن المسلمة ، أبو الفرج الوزير .
ولد في جمادى الآخرة من سنة أربع عشرة وخمسمائة وكان أبوه أستاذ دار المقتفي وتولى فأقره على ذلك ورفع قدره فوق ما كان فلما ولي المستنجد الخلافة استوزره وكان يحفظ القرآن وقد سمع الحديث وله مروءة وإكرام للعلماء والفقراء ثم جرى له مع المستضيء بأمر الله قيماز ما جرى فعزله الخليفة ثم مات قيماز فأعيد إلى الوزارة وخرج من بيته إلى الحج يوم الثلاثاء رابع ذي القعدة فضربه الباطنية أربع ضربات على باب قطفتا فحمل إلى دار هناك ولم يتكلم إلا أنه يقول الله الله وقال ادفنوني عند أبي ثم مات [ ص: 247 ] بعد الظهر وحمل يوم الخميس إلى جامع المنصور فصلى عليه ولده الأكبر ودفن عند أبيه بمقبرة الرباط عند الجامع .
4325 - محمد بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن الزيتوني ، أبو الثناء .
سمع الحديث ووعظ وانقطع في مسجده وتوفي في رمضان هذه السنة ودفن في زاويته الملاصقة لمسجده .
4326 - محمد بن أبي نصر ، أبو سعد ابن المعوج حاجب الباب .
قد ذكرنا أنه ضربه الباطنية يوم قتل الوزير وحمل إلى داره بنهر معلى فدفن بها .
[ ص: 248 ]