الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن الحوادث استغفار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأهل البقيع

[أنبأنا الحسين بن أحمد بن عبد الوهاب ، وإسماعيل بن أبي بكر المصرف ، وعلي بن عبد الله الزاغوني ، وعبد الرحمن بن محمد القزاز ، ومحمد بن الحسن الماوردي ، وأحمد بن محمد الطوسي ، حدثنا أبو الحسن بن النقور ، أخبرنا أبو طاهر المخلص ، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يوسف السختياني ، حدثنا السري بن يحيى ، حدثنا شعيب بن إبراهيم التيمي ، حدثنا سيف بن عمر ، عن مبشر بن الفضل ، عن عبيد بن حنين ، ] عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال:

أهبني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المحرم مرجعه من حجته وما أدري ما مضى من الليل [ ص: 15 ] أكثر أو ما بقي فقال: "انطلق ، فإني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع" ، فخرجت معه فاستغفر لهم طويلا ، ثم . قال: "ليهنكم ما أصبحتم فيه ، أقبلت الفتن مثل قطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها ، الآخرة شر من الأولى ، يا أبا مويهبة إني قد أعطيت خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة فخيرت بين ذلك والجنة وبين لقاء ربي والجنة" ، فقلت:

بأبي أنت وأمي خذ خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة ، قال: "لا والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي والجنة" .
ورجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واشتكى بعد ذلك بأيام .

[أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ، حدثنا الأهيم ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا هاشم بن القاسم ، حدثنا أكثم بن فضيل ، حدثنا يعلى بن عطاء ، عن عبيد بن جبير] ، عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يصلي على أهل البقيع فصلى عليهم في ليلة ثلاث مرات ، فلما كانت الليلة الثالثة ، قال: "يا أبا مويهبة أسرج لي دابتي" ، حتى انتهى إليهم ، فلما انتهى إليهم نزل عن دابته وأمسكت الدابة ووقفت ووقف عليهم ثم قال: ليهنكم ما أنتم فيه مما فيه الناس ، أتت الفتن كقطع الليل [المظلم] يركب بعضها بعضا ، الآخرة شر من الأولى ، فليهنكم ما أنتم فيه" ثم رجع وقال: "يا أبا مويهبة إني أعطيت - أو خيرت [بين مفاتيح] ما يفتح على أمتي من بعدي والجنة أو لقاء ربي" قال: قلت: بأبي وأمي يا رسول الله فاخترنا ، قال: " [لأن ترد على عقبها ما شاء الله] فاخترت لقاء ربي" . فلما لبث بعد ذلك الاستغفار إلا سبعا أو ثمانيا حتى قبض صلى الله عليه وآله وسلم . [ ص: 16 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية