ومن الحوادث أنه صلى الله عليه وآله وسلم خرج فاقتص من نفسه .
[أخبرنا أخبرنا ابن الحصين ، أبو طالب محمد بن غيلان ، أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، حدثنا معاذ بن المثنى ، حدثنا حدثنا [ ص: 29 ] علي بن المديني ، حدثنا معن بن عيسى ، الحارث بن عبد الملك الليثي ، عن القاسم بن يزيد ، عن عبد الله بن قسيط ، عن أبيه ، عن عطاء ، عن عن أخيه] ابن عباس ، الفضل بن العباس قال: [فضل] ، فأخذت بيده فانطلق حتى جلس على المنبر ، ثم قال: "ناد في الناس" فلما اجتمعوا إليه حمد الله وأثنى عليه ، ثم قال: "أما بعد ، أيها الناس ، فإنه قد دنا مني حقوق من بين أظهركم ، من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستفد منه ، ومن كنت أخذت له مالا فهذا مالي فليأخذه ، ومن كنت شتمت له عرضا [فهذا عرضي] فليستقد منه ، ولا يقولن أحد إني أخشى الشحناء من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ألا وإن أحبكم إلي من أخذ شيئا كان له أو حللني فلقيت الله وأنا طيب النفس ، وإني أرى أن هذا غير مغن [عني] حتى أقوم فيكم مرارا" . ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني ،
ثم نزل فصلى الظهر ، ثم جلس على المنبر فعاد لمقالته الأولى في الشحناء وغيرها ، فقام رجل فقال: إذن والله لي عندك ثلاثة دراهم ، فقال: "أما إنا لا نكذب [ ص: 30 ] قائلا ولا نستحلف ، فبم كانت لك عندي؟ " فقال: يا رسول الله ، تذكر يوم مر بك المسكين فأمرتني فأعطيته ثلاثة دراهم ، قال: أعطه يا فضل ، فأمر به فجلس ثم قال: "أيها الناس من كان عليه شيء فليؤده فلا يقولن رجل فضوح الدنيا ، فإن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة" فقام رجل فقال: يا رسول الله عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله ، قال: "ولم غللتها؟ " قال: كنت محتاجا ، قال: "خذها منه يا فضل" ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أيها الناس ، من خشي من نفسه شيئا فليقم فلندع له" فقام رجل فقال: والله يا رسول الله إني لكذاب [إني لفاحش] وإني لنوام ، فقال: "اللهم ارزقه صدقا وأذهب عنه النوم إذا أراد" .
ثم قام آخر ، فقال: والله يا رسول الله إني لكذاب وإني لمنافق ، وما من شيء [من الأشياء] إلا وقد جنيته ، قال فضحت نفسك أيها الرجل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا عمر: ابن الخطاب فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة" ، ثم قال: "اللهم ارزقه صدقا وإيمانا ، وصير أمره إلى خير" قال: فتكلم رضي الله عنه بكلام فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: عمر معي وأنا مع "عمر والحق مع عمر ، حيث كان" . عمر قال مؤلف الكتاب: في هذا الحديث إشكال ، والمحدثون يروونه ولا يعرف أكثرهم معناه ، وهو قوله عليه السلام: جاءني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخرجت إليه فوجدته موعوكا قد عصب رأسه ، فقال: "خذ بيدي وقد أجمع الفقهاء أن الضرب لا يجري فيه قصاص ، وإنما أراد أن يعرف الناس أن من فعل ذلك ظلما فينبغي تأديته ، وإلا فهو منزه عن الظلم . "من كنت جلدت له ظهرا فليستقد" .